اسعد امرأة فى العالم ( الجزأ الثامن )
الجمعة مارس 23, 2012 1:38 pm
الياقوتة الأولى : ليس لك من الله عوض
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدت أطير
دخل رجل في غير وقت
الصلاة فوجد غلاما يبلغ العاشرة من عمره قائما يصلي بخشوع ، فانتظر حتى
انتهى الغلام من صلاته فجاء إليه وسلم عليه وقال : يا بني ابن من أنت ؟
فطأطأ برأسه وانحدرت دمعة عل خده ثم رفع رأسه وقال : يا عم إني يتيم الأب
والأم ، فرق له الرجل ، وقال له : أترضى أن تكون ابنا لي ؟ فقال الغلام :
هل إذا جعت تطعمني ؟ قال : نعم ، فقال الغلام : هل إذا عريت تكسوني ؟ قال
نعم ، قال الغلام : هل إذا مت تحييني ؟ قال الرجل : ليس إلى ذلك سبيل .
قال الغلام فدعني يا عم للي خلقني فهو يهدين ، والي يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ، والذي اطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين.
فسكت الرجل ومضى لحاله وهو يقول : آمنت بالله ، من توكل عل الله كفاه .
إشراقة : مهما شددت شعرك ،وسمحت للهم والكدر أن يمسكا بخناقك ، فلن تستطيعي أن تعيدي قطرة واحدة من أحداث الماضي.
ومضة : ورحمتي وسعت كل شيء
الياقوتة الثانية : السعادة موجودة .. لكن من يعثر عليها ؟!
وقلت لقلبي إن نزا بك نزوة من الهم افرح ، أكثر الروع باطله
لا يمكن لإنسان أن يستمد
السعادة إلا من نفسه ، ولكن عليه أن يهتدي إلى الطريقة الفضلى لبلوغها ،
وهي تتلخص بان يكون صادقا شجاعا محبا للعمل والناس ، وأن يتحلى بالتعاون
والبعد عن الأنانية السوداء ، وأن يكون له ضمير حي قبل كل شيء ، فالسعادة
ليست خرافة ، إنها حقيقة ظاهرة ، ويستمتع بها كثيرون ، وبإمكاننا أن
نستمتع بها إذا استفدنا من تجاربنا وإذا ما استعنا بالخبرة التي كسبناها
في الحياة ، فإذا تبصرنا بالحياة نستطيع أن نستخرج من ذواتنا أشياء كثيرة
وأن نبرأ من كثير من الأمراض الصحية والنفسية من المعرفة والإرادة والصبر ،
ونعيش حياتنا التي وهبها الله لنا بلا جحود ولا عقوق ولا شقاء .
إشراقة : ما من عدو لدود لجمال المرأة أكثر من القلق الذي يقربها من الشيخوخة
ومضة : ولسوف يعطيك ربك فترضى
الياقوتة الثالثة : حسن الخلق جنة في القلب
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
الناس مرايا للإنسان فإذا كان حسن الأخلاق معهم كانوا حسني الأخلاق معه ، فتهدأ أعصابه ويرتاح باله ، ويحس انه يعيش في مجتمع صديق.
وإذا كان الإنسان سيئ الأخلاق غليظا وجد من الناس سوء الأخلاق والفظاظة والغلظة ،فمن لا يحترم الناس لا يحترمونه .
وصاحب الخلق الحسن أقرب إلى الطمأنينة وأبعد عن القلق والتوتر والمواقف المؤلمة ، إضافة إلى أن حسن الأخلاق عباد لله U ومما حض عليه الإسلام كثيرا ، قال الله U : )خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (لأعراف:199) وقال U
يصف رسوله صلى الله عليه وسلم : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ
لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ
حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي
الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن احبكم إلي أحاسنكم أخلاقا ،
الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم الي المشاؤون
بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الملتمسون للبرآء العيب )).
إشراقة : إن التردد والتخاذل والسير حول المشكلة بلا آمال . ل هذا يدفع البشر إلى الانهيار العصبي .
ومضة : كل يوم هو في شأن
الياقوتة الخامسة : استعيذي بالله من الهم والحزن
ولو أن النساء كمن عرفنا لفضلت النساء على الرجال
ما أظن عاقلا يزهد في
البشاشة أو مؤمنا يجنح إلى التشاؤم واليأس ، وربما غلبت المرء أعراض قاهرة
فسلبته طمأنينته ورضاه ، وهنا يجب عليه أن يعتصم بالله كي ينقذه مما حل
به ، فإن الاستسلام لتيار الكآبة بداية انهيار شامل في الإرادة يطبع
الأعمال كلها بالعجز والشلل.
ولذلك كان رسول الله r يعلم أصحابه أن يستعينوا بالله في النجاة من هذه الآفات ، قال أبو سعيد الخدري : دخل رسول الله r
المجد ذات يوم ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ، فقال : ((
يا أبا أمامة .. ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة ؟، قال :
هموم لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب
الله همك ، وقضى عنك دينك ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، ، قال : قل إذا
أصبحت وإذا أمسيت : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من
العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر
الرجال )) . رواه أبو داود . قال : ففعلت ذلك ، فأذهب الله همي وقضى عني
ديني.
إشراقة : إن قرحة المعدة لا تأتي مما تأكلين ، ولكنها تأتي مما يأكلك !
ومضة : وما بك من نعمة فمن الله
الياقوتة السادسة : المرأة التي تعين على نوائب الدهر
هي حالان شدة وبلاء وسجالان نعمة ورخاء
تروي كتب الطبقات عن
فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كانت تطوي الأيام
جوعا ، وقد رآها زوجها الإمام علي رضي الله عنه يوما ، وقد اصفر لونها ،
فقال لها : ما بك يا فاطمة ؟
قالت : منذ ثلاثة لا نجد
شيئا في البيت ، قال : ولماذا لم تخبريني ؟ قالت : إن أبي رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لي ليلة الزفاف : (( يا فاطمة ، إذا جاءك علي
بشيء فكليه ، وإلا فلا تسأليه )).
لكن كثيرا من النساء قد
تخصصن في تفريغ جيوب أزواجهن ، فالواحدة منهن لا تطيق أن ترى فيجيب زوجها
مالا ، فتلعن حالة الطوارئ في المنزل ، ولا تهدأ حتى تسلبه ما معه من مال .
ولا شك أن الرجل إن
استسلم مرة ، فلن يرفع الراية البيضاء دائما ، وإنما سيبدأ الشقاق ولو بعد
حين ، وقد يتطور هذا الشقاق إلى الطلاق ويومها سيترنم الزوج بأبيات هذا
الأعرابي الذي تخلص من زوجته ( أمامة ) بطلاقها بعد طول عناء وشقاء معها:
طعنت أمامة بالطلاق ونجوت من غل الوثاق
بانت فلم يألم لها قلبي ولم تدمع مآقي
ودواء مالا تشتهيه النفس تعجيل الفراق
والعيش ليس يطيب بين اثنين في غير اتفاق
إشراقة : إن الحياة اقصر من أن نقصرها ، فلا تحاولي أن تقصريها أكثر
ومضة : النجاح أن تكوني على كل لسان
الياقوتة السابعة : امرأة من أهل الجنة
إن ربا كان يكفيك الذي كان منك الأمس يكفيك غدك
رو عطاء بن أبي رباح قال :
قال لي ابن عباس رضي الله عنهما : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ فقلت :
بلى ، قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني
اصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله تعالى لي ، قال
إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك ) فقالت :
أصبر ، وقالت : إني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها .
فهذه المرأة المؤمنة
التقية رضيت ببلاء يصاحبها في حياتها الفانية على أن لها الجنة ، وقد ربح
البيع ، فكانت من أهل الجنة ، ولكنها أنفت أن تتكشف فيرى الناس من عورتها
ما لا يليق بالمرأة المسلمة المحتشمة التقية ، فماذا نقول لهؤلاء الكاسيات
العاريات اللواتي يتفنن في إبداء محاسنهن ، ويجتهدن في خلع برقع الحياء ،
وفي التعري ؟!
إشراقة : كفي عن القلق ، تحلي ، واجهي الحقيقة بثبات ، وافعلي شيئا لتعيشي.
ومضة : المعونة على قدر المؤونة
الياقوتة الثامنة : الصدقة تدفع البلاء
وفي كل شيء له آية تدل على انه الواحد
الصدقة باب عظيم من أبواب
سعة الصدر وانشراح الخاطر ؛ فإن بذل المعروف يكافئ الله صاحبه في الدنيا
بانشراح صدره ،وسروره وحبوره ، ونوره وسعة خاطره ،ورخاء حاله ، فتصدقي ولو
بالقليل ، ولا تحتقري شيئا تتصدقين به ، تمرة أو لقمة أو جرعة ماء أو
مذقة لبن ، أهدي للمسكين ، و أعطي البائس ، أطعمي الجائع ، وزوري المريض ،
وحينها تجدين أن الله – سبحانه وتعالى – خفف عنك من الهموم والغموم ، ومن
الأحزان ، فالصدقة دواء لا يوجد إلا في " صيدلية " الإسلام.
وسال رجل الإمام عبد الله
بن المبارك فقال له : يا أبا عبد الرحمن قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين
،وسألت الأطباء ، وقد عالجت بأنواع العلاج ، فلم أنتفع به ؟ !
فقال له ابن المبارك :
اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس فيه إلى الماء، فاحفر هناك بئرا فإني أرجز
أن تتبع هناك عين ويمسك عنك الدم ، ففعل الرجل فبرأ .
ولا عجب أيتها الأخت الكريمة : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم داووا مرضاكم بالصدقة ) ، وقال r : ( إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء ) .
إشراقة : القلق حبيب الفراغ
ومضة : حور مقصورات في الخيام
الياقوتة التاسعة : كوني جميلة الروح لأن الكون جميل
ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء
مشهد النجوم في السماء
جميل ،ما في هذا شك ، جميل جمالا يأخذ بالقلوب ، وهو جمال متجدد تتعدد
ألوانه وأوقاته ؛ ويختلف من صباح إلى مساء ، ومن شروق إلى غروب ، ومن
الليلة القمراء إلى الليلة الظلماء ، ومن مشهد الصفاء إلى مشهد الضباب
والسحاب ، بل إنه ليختلف من ساعة لساعة ، ومن مرصد لمرصد ، ومن زاوية
لزاوية ، وكله جمال ، وكله يأخذ بالألباب .
هذه النجمة الفريدة التي
توصوص عناك ، وكأنها عين جميلة ، تلتمع بالمحبة والنداء ، وهاتان
النجمتان المفردتان هناك وقد خلصتا من الزحام تتناجيان !..
وهذه المجموعات المتضامة
المتناثرة هنا وهناك ، وكأنها في حلقة سمر في مهرجان السماء ، وهذا القمر
الحالم الساهي ليلة ، والزاهي المزهو ليلة ، والمنكسر الخفيض ليلة ،
والوليد المتفتح للحياة ليلة ، والفاني الذي يدلف للفناء ليلة ..!
وهذا الفضاء الوسيع الذي لا يمل البصر امتداده ، ولا يبلغ البصر آماده .
إنه الجمال ، الجمال الذي يملك الإنسان أن يعيشه ويتملاه ، ولكن لا يجد له وصفا فيما يملك من الألفاظ والعبارات!.
إشراقة : لابد من تقبل الأمر الواقع الذي لابد منه ، وإذا قلقت فماذا ينفعك القلق؟
ومضة : ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى
الياقوتة العاشرة : امرأة تصنع بطولة
أترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقه الندى إكليلا؟
ولى أمير المؤمنين عثمان
بن عفان رضي الله عنه حبيب بن مسلمة الفهري قيادة جيش من المسلمين لتأديب
الروم ، وكانوا قد تحرشوا بالمسلمين ، وكانت زوجة حبيب جندية ضمن هذا
الجيش ، وقبل أن تبدأ المعركة أخذ حبيب يتفقد جيشه ،وإذا بزوجته تسأله هذا
السؤال :أين ألقاك إذا حمي الوطيس وماجت الصفوف ؟
فأجابها قائلا : تجديني
في خيمة قائد الروم أو في الجنة ! ، وحمي وطيس المعركة وقاتل حبيب ومن معه
ببسالة منقطعة النظير ، ونصرهم الله على الروم وأسرع حبيب إلى خيمة قائد
الروم ينتظر زوجته ،وعندما وصل إلى باب الخيمة وجد عجبا ، لقد وجد زوجته
قد سبقته ودخلت خيمة قائد الروم قبله !
ولو كان النساء كمثل هذي لفضلت النساء على الرجال !
إشراقة : الحياة ليس فيها صعب أو مستحيل طالما أن هناك القدرة على العمل والحركة !
ومضة : فاذكروني أذكركم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى