اسعد امرأة فى العالم ( الجزأ الحادى عشر )
الجمعة مارس 23, 2012 1:46 pm
الفريدة الأول :من احب من حبيب؟
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت
أحبيه أكثر من كل الناس ..!
هل راجعت نفسك وسألتها كم تحبين رسول الله صلى الله عليه
وسلم ؟ وهل تعلمين أن مصداق هذا الحب هو فعل كل ما يأمر به النبي الذي
تحبينه وهجر كل ما ينهاك عنه ؟، أعيدي النظر في عواطفك ووجهي عواطف الحب –
أولا – إلى الله سبحانه ، ثم إلى من أنقذنا الله به من الضلال ، وتذكري
إذا أردت أن تكون مكانتك في الجنة عالية حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (
المرء مع من احب ) ، ولكن من أولى دلائل الحب ومظاهره فعل ما أمر به صلى
الله عليه وسلم ، فكيف لأحد أن يزعم انه يحبه وهو يعمل بغير ما أمر ولا
يتبع سنته ولا يقتدي بهديه ؟ !تناولي سيرته و أقرئي فيها ، وانظري كيف
كانت أخلاقه العظيمة وحديثه الطيب وسماحته الندية وخشيته لله وزهده في
الدنيا ، وغيري من أخلاقك لتكون مشابهة لأخلاقه r .
إشراقة : امرأتا نوح ولوط خانتا فهانتا ، وآسية ومريم آمنتا فأكرمتا
ومضة : فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
الفريدة الثانية : السعادة لا تتعلق بالغنى والفقر
تخوفني ظروف الدهر سلمى وكم من خائف ما لا يكون
قال برناردشو : (( لا
أستطيع القول بأنني ذقت الفقر حقا ، فقبل أن أستطيع كسب شيء بقلمي كنت
املك مكتبة عظيمة هي المكتبة العامة في المتحف البريطاني ، وكان لدي اكمل
معرض للوحات الفنية قرب ميدان ترافالجار ، وماذا كنت أستطيع أن اعمل
بالمال؟.. أدخن السيجارة ؟ إنني لا أدخن ، اشرب الشمبانيا ؟ إنني لا اشرب ،
اشتري ثلاثين بذلة من آخر طراز إذن لأسرع بدعوتي للعشاء في قصورهم ،
أولئك الذين اتحاشى رؤيتهم قدر ما أستطيع ، اشتري خيلا ؟ .. أنها خطرة ..
سيارات ؟ أنها تضايقني ..، والآن ولدي من المال ما أستطيع أن اشتري به هذه
الأشياء كلها فإنني لا اشتري إلا ما كنت اشتريه أيام كنت فقيرا ، وإن
سعادتي هي في الأشياء التي كانت تسعدني وأنا فقير ، وإن سعادتي هي في
الأشياء التي كانت تسعدني وأنا فقير : كتاب اقرأه ، ولوحة أتمعن فيها ، ،
وفكرة اكتبها ، من ناحية أخرى فإن لدي خيالا خصبها ، لا اذكر إنني احتجت
شيئا أكثر من أن استلقي واغلق عيني لا تصور نفسي كما احب ، وافعل في
الخيال ما أريد ، وإذن ففيم كان ينفعني الترف التعيس الذي يزخر به شارع
بوند؟
إشراقة : اعجلي من بيتك جنة من السكينة ما ملعبا من الضجيج ، فإن الهدوء نعمة
ومضة : رب ابن لي عندك بيتا في الجنة
الفريدة الثالثة : أليس الله أولى بالشكر من غيره ؟
ولا هم إلا سوف يفتح قفله ولا حال إلا للفتى بعدها حال
شكر الله U
هو اجمل واسهل وصفة للسعادة ولراحة الأعصاب ، لأنك حين تشكرين ربك سبحانه
وتعالى تستحضرين أنعمه عليك فتحين بمقدار النعم التي ترفلين فيها ، وقد
كان أحد السلف الصالح يقول :
(( إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فاغمض عينيك )) ،
فانظري إلى نعم الله عليك من سمع وبصر وعقل ودين وذرية ورزق ومتاع حسن ،
فإن بعض النساء تحتقر ما عندها من النعم ، لكنها لو نظرت إلى ما سواها من
الفقيرات والمسكينات والبائسات والمريضات والمشردات والمنكوبات ، لحمدت
الله U
على ما عندها من النعم ، ولو كانت في بيت شعر ، أو في كوخ من طين ، أو
تحت شجرة في الصحراء ، فاحمدي الله على هذه النعم ، وقارني بينك وبين
اللواتي أصبن في أجسامهن ، أو عقولهن ، أو أسماعهن ، أو أبنائهن ، وهن
كثيرات في العالم .
إشراقة : أبردي أكباد الثكالى بكلمة طيبة ، وامسحي دموع البائسين بصدقة متقبلة
ومضة : من المحال دوام الحال
الفريدة الرابعة : السعيدة تسعد من حولها
علو في الحياة وفي الممات لحق أنت إحدى المعجزات !
يقول اوريزون سويت :
قد كان من حسن حظ نابليون
انه تزوج الإمبراطورة ( جوزفين ) قبل أن يتولى القيادة العليل ويواجه
تحديات الفتوح ، فإن أساليبها اللطيفة وشخصيتها الحلوة ، كانت أقوى من
إخلاص عشرات الرجال في إكسابه ولاء أشياعه ، كانت تشيع السعادة من حولها ،
وكانت لا تستعمل الأوامر بشكل مباشر أبدا حتى مع الخدم ، وقد أوضحت هي
بنفها ذلك إيضاحا جميلا في قولها لإحدى صديقاتها : لي إلا موضع واحد
استعمل فيه كلمة ( أريد ) وهو حين أقول : 0 أريد أن يكون كل من حولي سعيدا
) ، فكأن الشاعر الإنجليزي قد عناها حين قال : ( إنها مرت على الطريق في
صباح سعيد بهيج فانتشر مجد الصباح على ذلك النهار بطوله ) ، والواقع يا
صديقي أن اللطف ينشر السعادة فينا وفيمن حولنا حتى الجماد ، فاللطف جمال
معنوي لي له حدود ، وهو للرجل بمثابة الجمال للمرأة ، أما المرأة نفسها
فإنه يجعل جمالها أضعافا مضاعفة .
إشراقة : هل هي سعيدة من عرضت جمالها على كلاب البشر ونثرت حسنها لذئاب الناس ؟
ومضة : تعرفي على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
الفريدة الخامسة : اطمئني فكل شيء بقضاء وقدر
فلا يديم سرورا ما سررت به ولا يرد عليك الغائب الحزن
مما يذكره ( ديل كارنيجي )
عوضا عن الإيمان بالقضاء والقدر ، أن الرجل يطلب من المصاب أن يتبلد أمام
الأنواء ، كما تتبلد قطعان الجاموس وجوع الأشجار ! ، وهو معذور فيما يصف
لأنه لم يقع على الدواء الذي بين أيدينا ، ولنسمع له يقول : رفضت ذات مرة
أن اقبل أمراً محتما واجهني ، وكنت أحمق ، فاعترضت وثرت وغضبت وحولت ليالي
إلى جحيم من الأرق ، وبعد عام من التعذيب النفساني امتثلت لهذا الأمر
الحتم الذي كنت اعلم من البداية انه لا سبيل إلى تغييره ، وما كان اخلقني
أن اردد مع الشاعر ( والت هويتمان ) قوله :
(( ما أجمل أن أواجه الظلام والأنواء والجوع )).
(( والمصائب والمآسي واللوم والتقريع )).
(( كما يواجهها الحيوان ، وتواجهها من الأشجار الجذوع )).
ولقد أمضيت اثني عشر عاما
من حياتي مع الماشية ، فلم أر بقرة تبتئس لأن المرعى يحترق ، أو لأنه جف
لقلة الأمطار ، أو لأن صديقها الثور راح يغازل بقرة أخرى ، إن الحيوان
يواجه الظلام والعواصف والمجاعات هادئا ساكنا ، ولهذا قل ما يصاب بانهيار
عصبي أو قرحة في المعدة .
إشراقة : تذكري النجاحات والمفرحات ، واني المزعجات والمصيبات
ومضة : وكفى بالله وكيلا
الفريدة السادسة : أم عمارة تتكلم !
عالم أن كل خير وشر لهما حد مدة وانقضاء
تروي نسيبة بنت كعب ( أم عمارة ) عن يوم أحد ، فتقول :
خرجت أول النهار انظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء ، فانتهيت إلى رسول
الله r
، وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون انحزت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقمت أباشر القتال ، وأذب بالسيف ،
وارمي عن القوس ، حتى خلصت الجراح إلى ، ولما ولى الناس عن رسول الله r
أقبل ابن قميئة يقول : دلوني على محمد لا نجوت إن نجا ، فاعترضت له أنا
ومصعب بن عمير فضربني هذه الضربة على عاتقي ، وقد ضربته على ذلك ضربات ،
ولكن عدو الله كانت عليه درعان .
هذه أم عمارة التي قول عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما التفت يمينا ولا شمالا يوم أحد إلا وأراها تقاتل دوني .
إشراقة : احذري الصخب فإنه تعب ونصب ، وابتعدي عن السباب فإنه عذاب
ومضة : تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل عن الأخطاء
الفريدة السابعة : الإحسان للإنسان يذهب الأحزان
فهبك ملكت أهل الأرض وطرا ودان لك العباد فكان ماذا ؟
أحاديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم في كرم المرأة وفيرة ؛ إن بالحض على الجود والإنفاق ، وإن
بالمدح والثناء ، وإن بالإيثار على النفس وسعادتها بضيافتها الأصدقاء
والأحباب ، فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما بقي منها ؟ ) قالت : ما بقي منها إلا
كتفها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( بقي كلها غير كتفها )).
فهو عليه الصلاة والسلام
يوضح لآل بيته أن ما تصدقوا به بقي اجره إلى يوم القيامة ، وان ما بقي في
الدنيا فأكلوه لم يستفيدوا من اجره في الآخرة ، وهذه لفتة كريمة إلى الحض
على الصدقة ابتغاء رضوان الله سبحانه وتعالى .
وهذه السيدة أسماء أخت
عائشة رضي الله عنهما ينصحها النبي صلى الله عليه وسلم بالتصدق كي يزيدها
الله من فضله فتقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا توكي
فيوكى عليك )) ، وفي رواية ( انفقي أو انفحي ، أو انضحي ولا تحصي فيحصي الله عليك ، ولا توعي فيوعي الله عليك )).
إشراقة : ما دام الليل ينجلي فإن الألم يزول ، والأزمة سوف تمر ، والشدة تذهب
ومضة : النعمة عروس مهرها الشكر
الفريدة الثامنة : حولي خسائرك إلى أرباح
أرواحنا يا رب فوق اكفنا نرجو ثوابك مغنما وجوارا
نصح فقال :
لا تيأسي إذا تعثرت اقدامك وسقطت في حفرة واسعة ، فسوف تخرجين منها وأنت أكثر تماسكا وقوة ؛ والله مع الصابرين .
لا تحزني إذا جاءك سهم قاتل من اقرب الناس إلى قلبك ، فسوف تجدين من ينع السهم ويداوي الجرح ويعيد لك الحياة والبسمة .
لا تقفي كثيرا على
الأطلال ، خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها ، والأشباح عرفت طريقها ،
وابحثي عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد .
لا تنظري إلى الأوراق
التي تغير لونها ، وبهتت حروفها ، وتاهت سطورها بين الألم والوحشة ، سوف
تكتشفين أن هذه السطور ليست اجمل ما كتبت وان هذه الأوراق ليست آخر ما
سطرت ، ويجب أن تفرقي بين من وضع سطورك في عينيه ومن ألقى بها للرياح ، لم
تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابر ، ولأنها مشاعر قلب عاشها حرفا حرفاً
، ونبض إنسان حملها حلما ، واكتوى بنارها ألما ، لا تكوني مثل مالك
الحزين ، هذا الطائر العجيب الذي يغني اجمل ألحانه وهو ينزف ، فلا شيء في
الدنيا يستحق من دمك نقطة واحدة .
إشراقة : من يزرع الريح يحصد العاصفة ،
ومضة : كأنهن بيض مكنون
الفريدة التاسعة : الوفاء غال فأين الأوفياء ؟
وإنما المرء حديث بعده فكن حديث حسنا لمن وعى
من اعظم العارفين بالله ، والمستسلمين لقضائه ، والراضين
بحكمه ، نبي الله أيوب – عليه السلام - فقد ابتلي بضر في جسده وماله
وولده ، حتى لم يبق من جسده مغرز إبرة سليما سوى قلبه ، ولم يبق له من حال
الدنيا شي يستعين به على مرضه وما هو فيه ، غير أن زوجته حفظت وده
لإيمانها بالله ورسوله ، فكانت تخدم الناس بالأجرة وتطعمه وتخدمه نحوا من
ثماني عشرة سنة ، لا تفارقه صباحا ولا مساء إلا بسبب خدمة الناس ، ثم تعود
إليه ، فلما طال المطال واشتد الحال ، وتم الأجل المقدر ، تضرع إلى رب
العالمين ، وإله المرسلين ، وأرحم الراحمين ، وناداه : ) أَنِّي
مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(الانبياء: من
الآية83) ، فعند ذلك استجاب له ، وقبل دعوته ، ولبى نداءه ، فأمره أن يقوم
من مقامه ، وأن يضرب الأرض برجله ، ففعل ذل ، فأنبع الله عينا ، وأمره أ،
يغتسل منها ، فأذهب جميع ما كان في بدنه من الأذى ، ثم أمره فضرب الأرض
في مكان آخر فأنبع له عينا أخرى وأمره أن يشرب منها ، فأذهبت ما كان في
باطنه من السوء ، وتكاملت العافية ظاهرا وباطنا ، وذلك كله ثمرة الصبر ،
ونتيجة الاحتساب ، وفائدة الرضى .
إشراقة : قد يندم الإنسان على الكلام ، ولكنه لا يندم أبدا على السكوت!
ومضة : المرأة مصدر السرور ومنبع البهجة
الفريدة العاشرة : الجدية .. الجدية
اغنمي بسمة الصباح وقولي مرحبا إننا لرؤياك عطشى
عليك بالجدية في أمورك ،
من تربية أبناء ، ومتابعة عمل نافع مفيد ، وقراءة راشدة ،وتلاوة خاشعة ،
وصلاة مخبتة ، ، وذكر حاضر ، وصدقة ، وترتيب بيت ، وتنظيم مكتبة ، لتكوني –
بذلك – في جد ينهي عليك أوقات الهموم والغموم.
وانظري إلى بعض الكافرات
فضلا عن المؤمنات ، كيف تميزن بالجدية في حياتهن مع كفرهن وانحرافهن ،
فهذه رئيسة وزراء إسرائيل السباقة الهالكة ( غولدا مائير ) ، لها مذكرات
وصفت فيها جديتها وتنظيمها للجيش وموقفها في الحروب مع العرب ، حتى إنه لم
يفعل فعلها أحد من الرجال من بني جنسها إلا القليل ، وهي كافرة عدوة لله .
إشراقة : السعادة ليست ضربا من السحر ، ولو كانت كذلك لما كانت ذات قيمة .
ومضة : إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى