فى فضل شهر رمضان
الثلاثاء أغسطس 16, 2011 3:53 pm
في فضل رمضان المعظم
قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 183]
قال البغوي : والصحيح أن رمضان إسم للشهر من الرمضاء ، وهي الحجارة المحماة ، لأنهم كانوا يصومون في الحر الشديد ، لأن العرب لما أرادت أن تضع أسماء للشهور وافق أن الشهر المذكور كان في شدة الحر
وقيل : سمي بذلك لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها .
وفرض في السنة الثانية من الهجرة .
وورد في فضله أحاديث كثيرة منها : قوله " صلي الله عليه وسلم " ( إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنان كلها ، فلا يغلق منها باب في الشهر كله ، وأمر الله تعالي منادياً ينادي : يا طالب الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ثم يقول : هل من مستغفر فيغفر له ؟ هل من سائل فيعطي له سؤله ؟ هل من تائب فيتاب عليه ؟ فلم يزل كذلك إلي إنفجار الصبح ، ولله كل ليلة عند الفطر ألف ألف عتيق من النار ، قد استوجبوا العذاب ) .
وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله " صلي الله عليه وسلم " في آخر يوم من شعبان فقال : ( أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، فيه ليلة القدر خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة . وقيام ليلة تطوعاً ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدي فريضة فيما سواه . ومن أدي فريضة كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة ، وهو شهر المواساة ، وهو شهر يزداد في رزق المؤمن ، من فطر فيه صائماً كان له عتق رقبة ومغفرة لذنوبه ) .
قلنا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم ؟ قال : ( يعطي الله هذا الثواب من يفطر صائماً علي مذقة لبن ، وشربة ماء ، أو تمرة ، ومن أشبع صائماً كان له مغفرة لذنوبه وسقاه ربه من حوضي شربة لا يظمأ بعدها أبداً ، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء ، وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ، ومن خفف عن مملوكه فيه أعتقه الله من النار . فاستكثروا فيه اربع خصال : خصلتين ترضون بهما ربكم ، وخصلتين لا غني لكم عنهما ، أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم : فشهادة ألا إله إلا الله ، وتستغفرونه ، وأما الخصلتان اللتان لا غني لكم عنهما : تسألون ربكم الجنة ، وتتعوذون به من النار ) .
ومنها قوله " صلي الله عليه وسلم " : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
وقوله " صلي الله عليه وسلم " بقول الله تعالي : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزى به ) . وناهيك بعبادة أضافها الباري تبارك وتعالي لنفسه.
ومنها قوله " صلي الله عليه وسلم " : ( أعطيت أمتي خمس خصال فى شهر رمضان لم تعطهن أمة قبلها : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ، تصفد فيه مردة الشياطين ، ويزين الله تعالي كل يوم الجنة ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يكف عنهم السوء والأذي ، ويغفر لهم في آخر ليلة منه ) قيل يا رسول الله اهي ليلة القدر ؟ قال لا ولكن العامل يوفي أجره إذا قضي عمله ) . ( ص 327 ، 328 )
فضل ليلة القدر
روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ذكر لرسول الله " صلي الله عليه وسلم " رجل من بني إسرائيل حمل السلاح علي عاتقه في سبيل الله ألف شهر ، فعجب رسول الله " صلي الله عليه وسلم " لذلك ، وتمني ذلك لأمته فقال : ( يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعماراً وأقلها أعمالاً ) فأعطاه الله تعالي ليلة القدر ، خير من ألف شهر ، مدة حمل الإسرائيلي السلاح في سبيل الله له لأمته إلي يوم القيامة ، فهي من خصائص هذه الأمة
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله " صلي الله عليه وسلم " ( إذاكانت ليلة القدر ، نزل جبريل عليه السلام في كبكبة من الملائكة يصلون ويسلمون علي كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالي ) .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : الملائكة تنزل ليلة القدر في الأرض أكثر من عدد الحصي ، فتفتح أبواب السماء للتنزل ، كما ورد فتسطع الأنوار ويحصل تجل عظيم وينكشف فيها الملكوت ، والناس في ذلك متفاوتون
وعن عمر ، عنه عليه الصلاة والسلام : ( من أحيا ليلة سبع وعشرين من رمضان إلي الصبح فهو أحب إلي من قيام ليالي شهر رمضان كلها ) فقالت فاطمة : يا أبت ، ما تصنع الضعفاء من الرجال والنساء ممن لا يقدرون علي القيام ؟ قال : ( لا يضعون الوسائد فيتكئون عليها ، ويقعدون ساعة من ساعات تلك الليلة ، ويدعون الله عز وجل إلا كان ذلك أحب إلي من قيام أمتي جميعاً شهر رمضان ) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله " صلي الله عليه وسلم " ( من أحيا ليلة القدر وصلي فيها ركعتين ، واستغفر فيها ، غفر الله له وخاض في رحمة الله ، ومسحه جبريل بجناحه ، ومن مسحه جبريل بجناحه دخل الجنة ) .
الصيام
الصيام يطلق على الإمساك والمقصود به الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية .
عن أبى إمامة قال : أتيت رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فقلت هلا أمرتنى بعمل يدخلنى الجنة قال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له " ثم أتيته الثانية فقال عليك بالصيام " رواه أحمد .
النهى عن صوم الدهر يقول رسول الله " صلى الله عليه وسلم "لا صيام لمن صام الأبد " رواه أحمد .
فإن أفطر يومى العيد ، وأيام التشريق ، وصام بقية الأيام أنتهت الكراهة ، إن كان من يقوى على صيامها ، قال الترميذى وقد كره قوم من أهل العلم صيام الدهر . إذا لم يفطر يوم الفطر ويوم العيدين وأيم التشريق ، فمن أفطر فى هذه الأيام فقد خرج من حد الكراهة . وقد كان من مظاهر شكر نوح لله سبحانه وتعالى كثرة صيامة – روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يقول : صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى .. وصام داود نصف الدهر ، وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر .. صام الدهر وأفطر الدهر . ولقد كافأ الله نوحاً بحسن عبادته . وكثرة صيامه وشكره ، فأنجاه ومن معه فى السفينة .
ولا يكون قد صام الدهر كله . وهكذا روى عن مالك والشافعى ، وأحمد وقد أقر النبى " صلى الله عليه وسلم " حمزة الأسلمى والأفضل أن يصوم يوماً ويفطر يوماً .
ليلة القدر : روى مسلم وأحمد قال : والله الذى لا إله إلا هو إنها لفى رمضان كيف ما يستثنى والله إنى أعلم أى ليلة هى ، هى الليلة التى أمرنا رسول الله " صلى الله عليه وسلم "بقيامها وهى ليلة السابع والعشرين وإمارتها أن تطلع الشمس فى صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها .
قال النبى " صلى الله عليه وسلم "" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخارى ومسلم "
وروى أحمد وابن ماجة عن عائشة " رضى الله عنها " قالت : قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أى ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : قولى " اللهم إنك غفو تحب العفو فاعف عنا "
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى