اسعد امرأة فى العالم ( الجزأ الرابع )
الجمعة مارس 23, 2012 1:26 pm
السجدة الأولى : يا سامية المقام
رب أمر تتقيه جر أمرا ترتجيه
أيتها المسلمة الصادقة ،
أيتها المؤمنة المنيبة ، كوني كالنخلة بعيدة عن الشر ، رفيعة عن الأذى ،
ترمى بالحجارة فتسقط تمرا ، دائمة الخضرة صيفا وشتاء ، كثيرة المنافع ،
كوني سامية المقام عن سفاسف الأمور ، مصونة الجناب عن كل ما يخدم الحياء ،
كلامك ذكر ، ونظرك عبرة ، وصمتك فكر ، حينها تجدين السعادة والراحة ،
فينشر لك القبول في الأرض ، وينهمر عليك الثناء الحسن والدعاء الصادق من
الخلق ، ويذهب الله عنك سحاب الضنك ، وشبح الخوف ، وأكوام الكدر ، نامي
على زجل دعاء المؤمنين لك ، واستيقظي على نشيد الثناء عليك ، حينها تعلمين
أن السعادة ليست في الرصيد ، وإنما في طاعة الحميد ، وليست في لبس الجديد
، ولا في خدمة العبيد ، وإنما في طاعة المجيد .
إشراقة : لا تيأسي من نفسك ، فالتحول بطيء ، وستصادفك عقبات تخمد الهمة ، فلا تدعيها تتغلب عليك
ومضة : ادعوني استجب لكم
السجدة الثانية : اقبلي النعمة ووظفيها
كم نعمة لا يستقل بشكرها لله ، في طي المكاره كامنة
وظفي نعم الله مع شكره وطاعته ، وانعمي بالماء شربا
ووضوءا وغسلا ، وتدثري بالشمس دفئا ونورا ، واغتسلي بضوء القمر حسنا ومتعة
، واقطفي من الثمار ،وعبي من الأنهار ، وانظري في البحار ، وسيرى في
القفار ، واشكري العزيز الغفار ، الملك القهار ، استفيدي من هذا العطاء
المبارك الذي من الله به عليك ، وإياك والتنكر لنعم الله : )يَعْرِفُونَ
نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا )(النحل: من الآية83) ، إياك
والحجود ، وقبل أن تنظري في شوك الورد ، انظري في جماله ، وقبل أن تشتكي
حرارة الشمس تمتعي بضيائها ، وقبل أن تتذمري من سواد الليل تذكري هدوءه
وسكينته ، لماذا هذه النظرة التشاؤمية السوداوية للأشياء ؟، لماذا تغيير
النعم عن مسارها ؟ : )َمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ )(ابراهيم: من الآية28) ، فخذي هذه
النعم واقبليها بقبول حسن ، واحمدي الله عليها
إشراقة : إن التحول من الخطأ إلى الصواب مغامرة طويلة ولكنها جميلة
ومضة : لا تقنطوا من رحمة الله
السجدة الثالثة : مع الاستغفار الرزق المدرار
أجارتنا إن الأماني كواذب وأكثر أسباب النجاح مع اليأس
قالت امرأة : مات زوجي
وأنا في الثلاثين من عمري وعندي منه خمسة أبناء وبنات ، فأظلمت الدنيا في
عيني وبكيت حتى خفت على بصري ،وندبت حظي ، ويئست ، وطوقني الهم ، وغشيني
الغم ، فأبنائي صغار ، وليس لنا دخل يكفينا ، وكنت أصرف باقتصاد من بقايا
مال قليل تركه لنا أبونا ، وبينما أنا في غرفتي فتحت المذياع على إذاعة
القرآن الكريم وإذا بشيخ يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من
أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا )) ،
فأكثرت بعدها من الاستغفار ، وأمرت أبنائي بذلك ، وما مر بنا والله ستة
أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمة ، فعوضت فيها بملايين ،
وصار ابني الأول على طلاب منطقته ، وحفظ القران كاملاً ، وصار محل عناية
الناس ورعايتهم ، وامتلأ بيتنا خيرا ، وصرنا في عيشة هنية ،وأصلح الله لي
كل أبنائي وبناتي ، وذهب عني الهم والحزن والغم ، وصرت أسعد امرأة .
إشراقة : إذا استسلمت لليأس فإنك لن تتعلمي شيئا ، ولن تظفري بالسعادة
ومضة : إنه لا يياس من روح الله إلا القوم الكافرون
السجدة الرابعة : الدعاء يرفع البلاء
قد ينعم إله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
لي صديق عابد صالح أصيبت
زوجته بمرض السرطان ولها منها ثلاثة أبناء ، فضاقت به الدنيا بما رحبت
،وأظلمت الأرض في عينيه ، فأرشده أحد العلماء إلى قيام الليل والدعاء في
السحر مع الاستغفار والقراءة في ماء زمزم لزوجته ، فاستمر على هذا الحال ،
وفتح الله عليه في الدعاء ، وأخذت زوجته تغسل جسمها بماء زمزم مع القراءة
عليه ، وكان يجلس معها من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، ومن صلاة المغرب
إلى صلاة العشاء ، يستغفرون الله ويدعونه ، فكشف الله ما بها وشافاها
وعافاها وأبدلها جلداً حسنا وشعرا جميلا ، وقد تعلقت بالاستغفار وصلاة
الليل ، فسبحان المشافي المعافي ، لا إله إلا هو ، ولا رب سواه .
فيا أختاه إذا مرضت ففري إلى الله ، واكثري من الاستغفار
والدعاء والتوبة ، وأبشري بما يسرك ، فإن الله يستجيب الدعاء ،ويكشف الكرب
، ويذهب السوء : )أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ )(النمل: من الآية62)
إشراقة : افحصي ماضيك وحاضرك ، فالحياة مكونة من تجارب متتابعة يجب أن يخرج المرء منها منتصرا
ومضة : وكان بالمؤمنين رحيما
السجدة الخامسة : احذري اليأس والإحباط
والحادثات وإن أصابك بؤسها فهو الذي أنباك كيف نعيمها
سجن شاب ليس لوالدته إلا
هو ، فذهب النوم عنها وأخذ الهم منها كل مأخذ ، وبكت حتى مل منها البكاء ،
ثم أرشدها الله إلى قول : (( لا حول ولا قوة إلا بالله )) ، فكررت هذه
الكلمة العظيمة التي هي كنز من كنوز الجنة ، وما هي إلا أيام – بعدما يئست
من خروج ابنها 0 وإذا به يطرق الباب فامتلأت سرورا وغبطة وبهجة وفرحا ،
وهذا جزاء من تعلق بربه وأكثر من دعائه وفوض الأمر إليه ، فعليك بلا حول
ولا قوة إلا بالله ، فإنها كلمة عظيمة ، فيها سر السعادة والفلاح ، فأكثري
منها ، وطاردي بها فلول الهم ، وكتائب الحزن ، وأشباح الاكتئاب ، وأبشري
بسرور من الله وفرج قريب ، وإياك أن ينقطع بك حبل الرجاء ، أو تصابي
بالإحباط ، فإنه ما من شدة إلا ولها رخاء ، وما من عسر إلا وبعده يسر ،
سنة ماضية ، وقضية مفروغ منها ، فالله الله في حسن الظن بالله والتوكل
عليه ، وطلب ما عنده ، وانتظار الفرج .
إشراقة : لا تجعلي من متاعبك وهمومك موضوعا للحديث ؛ لأنك بذلك تخلقين حاجزا بينك وبين السعادة
ومضة : إن ربك واسع المغفرة
السجدة السادسة : بيتك مملكة العز والحب
قل هو الرحمن آمنا به وأتبعنا هاديا من يثرب
أيتها العزيزة الغالية : الزمي بيتك إلا من أمر مهم ، فإن بيتك سر سعادتك : )وَقَرْنَ
فِي بُيُوتِكُنَّ )(الأحزاب: من الآية33) ؛ ففي بيتك تجدين طعم السعادة ،
وتحافظين على ناموس شرفك ووقارك وحشمتك ، فإن المرأة الهامشية هي التي
تكثر من الخروج إلى الأسواق من غير ضرورة ، فهمها متابعة الموضات ،
ومراقبة الأزياء ، ودخول المحلات التجارية ، والسؤال عن كل جديد وغريب ،
ليس لها هم ديني ، ولا رسالة دعوية ، ولا همة في المعرفة والعلم والثقافة ،
بل هي مسرفة مبذرة ، همها المأكول والملبوس ، فحذار حذار من هجران البيت ،
لأنه منزل السرور ، ومحل الأمن والراحة ، وكهف الانس ، وكعبة السلامة من
الناس ، فاجعلي من بيتك جامعة للمحبة ، ومنطلقا للعطاء الطيب المبارك .
إشراقة : لا تفضي بمتاعبك إلا لأولئك الذين يساعدونك بتفكيرهم وكلامهم الذي يجلب السعادة
ومضة : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير
السجدة السابعة : ليس عندك وقت للثرثرة!
البدر يضحك والنجوم تصفق فعلام تقتلنا الهموم وتختق ؟!
اتركي الجدل والدخول في
نقاش عقيم حول أمور محتملة ؛ لأن ذلك يضيق الصدر ويكدر الخاطر ، ولا
تحاولي إقناع الناس دائما في مسائل تقبل وجهات النظر ، بل اطرحي رأيك
بهدوء وبدون صخب ولا إلحاح ولا تشنج ، وابتعدي عن كثرة الردود والانتقادات
؛ لأنها تفقدك راحة البال ، وتنقل عنك صورة غير لائقة ، فقولي كلمتك
اللينة المحببة في رفق وهدوء ، حينها تملكين القلوب وتعمرين الأرواح ، كما
إن مما يورث الهم والحزن اغتياب الناس وهمزهم ولمزهم وتنقصهم ، وهذا يذهب
الأجر ويجمع عليك الإثم ، ويفقدك الاطمئنان ، فاشتغلي بإصلاح عيوبك عن
عيوب الناس ، فإن الله لم يخلقنا كاملين معصومين ، بل عندنا جميعا ذنوب
وعيوب ، فطوبى لمن أشغله عيبه عن عيوب الناس
إشراقة : على الأم التي يسقط ولدها من مكان عال أن لا تضيع الوقت في النحيب والصراخ ، بل عليها أن تسعى حالا لتضميد جراحه .
ومضة : اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك
السجدة الثامنة : كوني مشرقة النفس يحيك الكون
أتحسب أن البؤس للمرء دائم ولو دام شيء عدة الناس في العجب
انظري للحياة نظر المحب المتفائل ، فالحياة هدية من الله
للإنسان ، فأقبلي هدية الواحد الأحد ، وخذيها بفرح وسرور ، اقبلي الصباح
بإشراقة وبسمته الرائعة ، اقبلي الليل بوقاره وصمته ، اقبلي النهار بسنائه
وضيائه ، عبي الماء النمير حامدة شاكرة ، استنشقي الهواء فرحة مسرورة ،
شمي الزهرة مسبحة ، تفكري في الكون معتبرة ، استثمري العطاء المبارك في
الأرض ، في باقة الزهر ، في طلعة الورد ، في هبة النسيم ، في نفحة الروض ،
في حرارة الشمس ، في ضياء القمر ، حولي هذه العطاءات والنعم إلى رصيد من
العون على طاعة الله ، والشكر له على نعمه ، والحمد له على تفضله وامتنانه
، إياك أن يحاصرك كابوس الهموم وجحافل الغموم عن رؤية هذا النعيم ،
فتكوني جاحدة جامدة ، بل اعلمي أن الخالق الرازق – جل في علاه – ما خلق
هذه النعم إلا ليستعان بها على طاعته وهو القائل : )يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)(المؤمنون: من الآية51)
إشراقة
: أفضل الكرم وأنقاه يكون من أولئك الذين لا يملكون شيئا ، ولكنهم يعرفون
قيمة الكلمة والابتسامة ، وكم أناس يعطون وكأنهم يصفعون !
: أفضل الكرم وأنقاه يكون من أولئك الذين لا يملكون شيئا ، ولكنهم يعرفون
قيمة الكلمة والابتسامة ، وكم أناس يعطون وكأنهم يصفعون !
ومضة : ومن يتق الله يجعل له مخرجا
العسجدة التاسعة : ما تمت السعادة لأحد وما كمل الخير لإنسان
أطردي الهم بذكر الصمد واهجري ليل الهوى وابتعدي
إنك تخطئين كثيرا إذا توهمت أن الحياة لابد أن تكون
لصالحك مائة بالمائة ، فهذا لن يتحقق إلا في الجنة ، أما في الدنيا فإن
الأمر نسبي ؛ فلن يتم كل ما تريدين ، بل سوف يقع شيء من البلاء والمرض
والمصيبة والامتحان ، فكوني شاكرة في السراء ، صابرة في الضراء ، ولا تعيشي
في عالم المثاليات بحيث تريدين صحة بلا سقم ، وغني بلا فقر ، وسعادة بلا
منغصات ، وزوجا بلا سلبيات ، وصديقة بلا عيوب ، فهذا لن يحصل أصلا ، وطني
نفسك على غض الطرف عن السلبيات والأخطاء والملاحظات ، وانظري إلى
الإيجابيات والمحاسن ، وعليك بحسن الظن والتماس العذر والاعتماد على الله
فقط ، أما الناس فليسوا أهلا للاعتماد عليهم وتفويض الأمر إليهم : )إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً )(الجاثـية: من الآية19)
إشراقة : لا تقبلي بوجود مناطق مظلمة في حياتك ، فالنور موجود وليس عليك إلا أن تديري الزر ليتألق!
ومضة : ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا
السجدة العاشرة : ادخلي بستان المعرفة
أيها الشامت المعير بالدهر أأنت المبرأ الموفور؟
إن من أسباب سعادتك تفقهك في دينك ، فإن تعلم الدين يشرح
الصدر ، ويرضي الرب ، وكما قال عليه الصلاة والسلام : __ من يرد الله به
خيرا يفقهه في الدين )) ، فاقرأي كتب العلم الميسرة النافعة التي تزيدك
علما وفهما للدين كرياض الصالحين ، وفقه السنة ، وفقه الدليل ، والتفاسير
الميسرة ، والرسائل المفيدة ، واعلمي أن أفضل أعمالك هو معرفة مراد الله
عز وجل في كتابه ، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ، فأكثري من
تدبر القران ومدارسته مع أخوانك ، وحفظ ما تيسر منه ، والاستماع إليه ،
والعمل به ؛ لأن الجهل بالشريعة ظلمة في القلب ، وضيق في الصدر ، فلتكن
عندك مكتبة – ولو كانت صغيرة – فيها كتب قيمة نافعة ، وأشرطة مفيدة ،
وحذار من ضياع الوقت في سماع الأغنيات ، ومشاهدة المسلسلات ، فإن كل ثانية
من عمرك محسوبة عليك ، فاستثمري الوقت في مرضاة الله
إشراقة : أشد الصعاب تهون بابتسامة إنسان واثق
ومضة : لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى