مجموعه من اجمل القصص 2
الجمعة نوفمبر 18, 2011 9:55 pm
تقول االقصة أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه ففر جواده وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر فأجابهم بلا حزن
ومن أدراكم أنه حظٌ عاثر ؟
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البرية فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل
ومن أدراكم أنه حظٌ سعيد؟
ولم تمضي أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع
ومن أدراكم أنه حظ سيء ؟
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجندت الدولة شباب القرية والتلال وأعفت إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه فما ت في الحرب شبابٌ كثيرون ::
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر الى ما لا نهاية في القصة
وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد
فأهل الحكمة لا يغالون فيالحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالص .. أمخير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون بإعتدال ويحزنون على مافاتهم بصبر وتجمل
وهؤلاء هم السعداء فأن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم ( الرضى بالقضاء والقدر) ويتقبل الاقدار بمرونة وايمان
لايفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعاده طريقًا للشقاء والعكس بالعكس
والاسلام الحنيف يؤكد على ذلك
(فإن مع العسر يسرا)
وكذلك رب ضاره نافعه
والتـغــــــييــر يبــــدأ من الداخــــل
-----------------------------
-----------------------------
استيقظت
على رنين هاتفي المحمول فإذا بإحدى الأسر تتصل على في الصباح الباكر من
أيام الإجازة التي عرفت بتقلب وضع الحياة فركت عيني ثم رددت :الو
فأجابني : صوت طفل كيفك عمو
- الحمد لله أنت كيفك
- الحمد لله ,عمو ممكن تسجلني في المدرسة
- ابشر حبيبي بكرة أجي آخذ ملفك
-شكرا عمو مع السلامة
ذهبت والحمد لله بعد توفيق الله سجلت اليتيم بعد عناء
وسررت بإدخاله المدرسة وتكفلت بإيصاله لها بل كنت ولي أمره عند المدرسة
وتجري سنة وهو يعيش اسعد اللحظات فرحا بدخوله المدرسة
أعلنت المدرسة عن حفل
لأولياء الأمور وأعطوه ورقة لاستدعاء ولي أمره وهنا كانت بداية ألمه وشعوره
بالنقص فهو رغم حداثة سنه يعلم أن الحفل للآباء وهو يتيم
فمزق ورقة الاستدعاء وقلبه الصغير يبكي حزنا على يتمه
بلغني أمر الحفل من احد مدرسيه قبل يوم الحفل فاتصلت به وقلت له :بكره نروح حفل أولياء الأمور فقال :لا لا
ليش ......وياليتني ما سألت فقد كان جوابه صاعقة بريئة شققت قسوة قلبي فقال
-الحفل للآباء وأنا ماعندي أب (قالها والحزن يعصر قلبه الصغير )
اختنقت بعبرتي وحاولت التخفيف عن نفسي قبل نفسه ثم تداركت وحاولت معه حتى وافق على الحضور على مضض
في الحفل التصق خلفي كأنه لا يريد من احد رؤيته أو بالأحرى رؤية بؤسه الواضح في تقاسيم وجهه الجميل
سرني ما سألت عنه فقد كان متميزا في دراسته وكان يسر هو بسماع مديح الأساتذة
لكنه كلما شاهد احد زملائه
تحول حاله وتكدر وكأن قلبه يذكره بأنه يسعد لوحده فلا أب هناك يشاركه سروره
وما أقسى تلك اللحظات التي مررنا بها فقد مزقت فؤادي تلك النظرات الحائرة
في وجوه أباء زملائه و كأنه يرى فيها وجه أبيه الغائب
ذهبنا في يوم تسلم النتائج
فدخل المدرسة وانتظرت خارجها فعاد وعلى وجهه تعابير البؤس المعتادة فجال
بخاطري أن مستواه متدني لكن كيف ومدرسيه يمدحونه أعطاني الشهادة وهو صامت
لم أتكلم أخذت النتيجة ثم صرخت بفرحة بددت سكون الجو مبروك حبيبي ألف
مبروك
لم يتغير حاله يجلس وعينيه تنظران إلى الأسفل سألته ما بك فقال بصوت باك متحشرج
كل واحد ينجح أبوه يوعده
بهديه وأنا بابا ميت ...... آآآ ه كم كانت لحظة حزينة فعلا ليس للنجاح طعم
أن لم يشاركك فيه أبوك ثم أكمل بلهفة تصدق ياعمو إن صاحبي يبكي عشان أبوه
اشترى لعبه ما عجبته ....... ( ثم قال كلمة بلسانه لا والله إنها من قلبه
لكنها كلمة كبيرة جدا لم أدرك يوما أن هذا الصغير يملك هذا العقل والحس
فقال ):
أنا لو بابا حي حتى لو ضربني أبوسه وما أزعل منه
فازدادت لحظتي صمتا وضياعا لم اعرف ماذا اقول
وعدته بهدية على نجاحه وتفوقه فسر رغم الحزن والقهر الذي ملأ صدره
مضت الأيام واشتاق للهدية الموعودة وكنت في حيرة ماذا احضر له
لكنه ذكي اخذ يلمح لي عن
لعبة رآها عند أبناء جيرانه وأنها أعجبته تلك اللعبة لكنه رغم رغبته بها لم
يطلبني إياها صراحة ....... ففهمت
الحمد لله في تلك الأيام أنجبت أخته بنتا ففرحوا بها وبشروني فباركت لهم
وقد كنت أعددت الهدية التي
أرادها وغلفتها ثم أحضرتها له فظن أنها لأخته التي أنجبت البنت فلم يفتحها
وبعد ساعة اتصلت به وقلت ما رأيك في الهدية فقال : أهي لي قلت نعم
ولم يكن يتصور أنها ما طلبه مني إيحاءا فقال : افتحها الآن واتصل عليك
بعد قليل اتصل علي : عمو عمو
شكرا شكر واخذ يصرخ ويلقي بكلمات لا افهمها من شدة صراخه الفرح ثم اخذ
يقبل سماعة الهاتف ثم توقف حماسة وقال الآن تجيني ياعمو الآن
قلت ليش
قال الآن تجيني
قلت ليش طيب
فقال كلمة والله لهي أشهي لدي من الحياة
قال : تعال ياعمو أبغى أبوسك بوسة كبيرة
فسقطت دمعة من عيني تشرح مقدار فرحي ولم تسعني الدنيا فتبسمت وقلت حسنا آتيك في وقت لاحق فقال : بس البوسة دين فضحكت
ثم حمدت الله وشكرته ودعوت للمؤسسة بخير كونها سببا لهذه النعمة العظيمة شرف الرعاية بأيتام مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[/center]
-----------------------------
[img]data:image/png;base64,iVBORw0KGgoAAAANSUhEUgAAAYIAAAB8CAIAAADrdyADAAAgAElEQVR4nO19709T6br2+jIkDsFGCEKZ4AmFrQVsClNhBP1Eoi12CocyjXFz8jKexHnBprWpJMh5v5wYpTsyFggRYozZMZt0OO6w2HAyGWM8fjFOdBtbhtcvM5m8ycm4zwkxObP/hPfDxbq8+6zCoPKjwLqzYmpZlK7nx/Vc93Xfz/1ommWWWWaZZZZZZplllllmmWWWWbarLXkl/N6/+9PPr/WF2Q38MpZZZtletLH9+34Yv7meO5OTIwSd8GCfraGoNOBobKpWbtMXZsODfe6OendHffu5U1PTE/rCrIVWlllm2ao2tn/f+JHSte95NTcD0HF31A8k4qUBR2nAcdBbXvllZWNT9dDEsKZp+sJsa2+bM2B3d9Q3hmsbw7X+yy53R3042v3jL0tb8iiWWWbZDrQfxm/qxYX6Ueca99ydny5rqTroLQf6lAYctoaig95yZ8B+dthnaygqa6kqa6lyBuyN4dr2SxX9Nz39Nz3BhMsZsF8bHdqyZ7HMMstW7DdX/h9/WVpcymzNl/lNixUWpMuK9OJC5f3xOym8WFzKgAcd9JYDifDf0oCj8nx1Y7iWP/Vfdn2d8n2d8jWGa9195e6O+uTkyJY/kGWWWaZpmqaFfK6p6YnVfvrql4VgwnV22BeOdiuKyY+/LD1OP938L6hpmvZqbmZs/750WZEZhlp729rPndI0TV+YBfHhZWso4jvAIPw3mHBFkl5nwA5O5L/scgbsW/MglllmWQ67ecvvv+zyX3YBbvg653Xi6uGBRBz8aOzfBhrDtZBaNtX0o04AEDBIwtDzZw/oeZW1VOWEIdCf0oBD07TSgKMxXOvuqLc1FFWer3b3leO5LE3aMsu22dovVQQTLv9lV2O4Flhjayg6O+wLJlztlyo4V/HfYMLVGK49cfUwlN3K89Wb5878mnmhFxculxctl7/FIAlD/ssuQIxCf/AOsIk/KmupolRUGnAEEy6oQubwmWWWWbYNBnzBBVcFAgresTUU4UX/TY8zYAdUragqfeUKJ5qantiQYNPryZvpshUAUmBoPvg57nEG7FIGUnBH0zRSJPyUETT4YsGEy91XvoZPaplllm2d/df/PETYqPt6JRiQM2C3NRQBbiQSAaHwuvLLStAoOGv4KP9l19lh3wd+H/2okyRIumN6caGUhxT/S4pBEobMFwWjYH/nB35VyyyzbMPsh//8Y/ulij9MNf9hqhl41BiuBRjZGorcHfXOgB2otDKBE64TVw8DvMAsAEDBhOtD5vYP4zeBO2RA6bKisf37JAyly4rmg5//mnlhhiGwIWCQGX1KA46yliqoQngQkKP8iQZaZtlet+f/dwKwcmO6BWAEwUiCEXwxW0MRkKixqRoKCyWkE1cPn7h6WNO0V3MzM7eS7/QFlhfmAEBSDwIMAX1kvOzHP0/RIwPr0Uz0h+9ALQKSAjErv6x0d9SXBhytvW2b0ZiWWWbZe9rXKR8y+uCagTVAipZgRBhyBuzxyApgyQufNldTSh1nPTZ+pFRikOKLgRPRTYsVFkgqpGVjkGZiQyA+Zoq0Gc1o2e43K9t1U637eiVcsxvTLTemW9ovVUhI4rTHTggyI/9ll62hKORzBROu1t42SEWpwa6Mo0Q/6vw18+I3/+6vmRcgOwoMEX2QvshrbP++nLoPXDMtl1MGMGrtbSM/evTk4aY3qGWG7baZaymLm2eImnVfr4Rc3X6pAvutEJaSUxr5x4AkbNFyBuzw49wd9T/9/BpCz3J5UcZRohcXvnTWYDfGfPDz5YU55e/OBz8H3Ehlemz/PqCPpEJAK7240FNnX4P+SFQiG6o8X40v7AzYy1qqoApZeUNbYItLmYFE/MPDF9tjiP4uLmWmpifODvuujQ4tLmXuzk8zNGPZhtjd+ekff1mCe0V5KPav/wAlBWzIGbBL7wzzGf+CKEG9bgzXhnyuYH8nYch8ZRwlo58ekSyJuo8ZhghGdNNwT/Djj8xKkKZpDQcKGg4UKBjU2tuGXGqG6sHv3B31SAeXeQYWMH24ceYmJ0eC/Z2N4Vp9YXbHzFxlBDx68nBoYjg82DeQiN/R7w0k4u6O+vBgX+WXlR9SfcYyxV79soDQO5wyqtS4JBKBFlGIaWyqplS84ql11IM9XQ8dI6DkBKOx/fv0o87Xkze1bBhiYF4vLgx+/FHw449IhYBHEoaoTwN9AFuEIYhZJ64e9l92NRwogKAOGAJxw4Uv3Nrb5u6oD/lc1haz97A1Zm5rb1uwvxMtDOcd0J+PMcq789OPnjy8NjqEHZUcCsnJkfBgX7C/E8/AhDR3R/3zZw+29zvvMvs65XP3lcMRw3QFNrn7ygE9kgpJV8hTZ4eLBJACWkkKo8S/FAEo4/0sp9sFGJKRMum4AaGAO2P7983VlErZiDwI/E7TNGRgclc9LyYcQOTCJjXL1m9rzNxgf6c5MuAM2NvPnRpIxJVtidsg1SUnRx6nnzKH9XH6KeCmtbft2ujQQCJ+bXQoPNiHwlTB/s6BRBxUCOIiBn1rb5vFnzfc/iV1Ckh04uphr7dirqZULy6MFRZ46uzOgB2IA3SQuTz0oRoOFDQ2VUsYGtu/T7pj8lcUKVpG6PHmysb6o85YYQF/UX4CPvZNVTHfaThQoBmBM3dHff9NT1lLFXILlAtw6e6oZ4wvHO3e7ubPd1v/zA32dwb7O1fLIGVTJydHiF+Pnjy8Oz+9pc+Dbxzs73z05OHj9NOD3vLU/duohndHv4eFt7W3bWhieGp6AjX0uPbaGorAj8LR7q3+3rvUpDgy9m8DdFtGPz2ScZRgnlOaWeMC0ICkSBbDn47t38dPI6wAZRgUw+sVbDrkaDhQICmSVJHkH4WjJ+P3rb1tINHEHZuRRc0d9t3XKyNJr7uvfLeFcjbN1jlzV8MgrhADiXh4sA/gBd8tPNgHmMMfmpqeAMxt5Ld//uwBvcGp6QlwtmB/J/hOWUuVu6MePmRZS1VycgQqA6VQfHVPnZ3DqLW3LTk5Ym0L2hB79OQh1jR0SvulCuxiPXH18I32MrpRcvIrorIEIzPKMGomWZIkROQ7gDB4ZLHCAjPzki/wt0C4FCrEvWYhn4sBeypZqHxGv4xjfdcXYHwPUZUzd3EpA6T4zZlrRh8Z2UTVXc7uO/o9aL6p+7cPesufP3vw6MnDYH/n0MTwpkja4G8IeCUnR4AmzENzd9TjkQCZeCo8J24AHgFl0QTB/s4tK3zzrrazSrjDvecIiyS9mKjYtPHSWWOGGMjJUlFWfqqgjPTRzBmJhBv4YtSnpTtGZy2dnV2NL6YXF8qomRJE41Ls7qiXOhEyEoL9ne3nToUH+3Z9MtH7lfRuP3cKRBJAo8xcs89lMzJd17jQF9dGhxqbqksDDghJmPKc3eAr+A6LS5mNlIPvzk/jbwT7O/GNlYdhlgpQE/8lmgKMMGHaz53KW3koz0u4P04/VToV/jyCkoChlSzqLyuj9SVSf1G4iZn+EKQkcgGJJB4RwvBfBMXMPIhUS5Imumky9CaFc82UTOTuqJcjDaoQ0sR/+vl1cnLk2ujQe7fn67/99PzZg1dzM4tLmVdzM8+fPXj9t59e/+2n9/u0zbP3K+ktEQeovTbEKNGMNZCIPhpQSRaNcgbs8NFAXzY+grm4lNEXZsPRbjId/Ov1VhB0bUa2Lp8Zz4bvGuzvvKPfCw/23dHvbfCX2yDL5xLu+EUw3qnpCVJugHtZSxWdMszSkM+VcZQo+c0SlRSeAnQgWhFEENVi9F0yKaCPjNPzZgKNAkPkQTJGpiAReRAHN3a3QvzCBWQP9nfqC7MY62gQM1KvZotLmdnE2ViPL+RzRbo8uGI9vuELJ5NXwvkTmd6Qkt5r4w6ns/TCct7PSiw5MQtzHFfq/u2NbAUkIkLfUpYmxuMRvwj5XF5vBUIzNsOxpGtW1lLV2tv26MlDKWjlleVtCfcff1kKD/bdnZ9OTo6Eo92P00+HJob1hdlHTx5CEQxHu2/e8gPv3lY4+7ISe74kGyJMKLtPJUBIKOGP5G1SjZaqkJkKSUqFX1k85JDwFyss0ExUSNM01iGiLI19cwCgb7//pqylKhztDg/2PU4/DQ/20REATANEzIgPH0FfmF1cyqTu3x6NnvY310S6PP7mmjNuO15HujzDF06ORk+/X2dtuL13Se/V/C8zuHDmrnGbu6O+samaMETOIVEM3pm+MLtZah3UUPB/OFzwvLhkgZ7JPQSeOvt//c9DpZBVeLBPrjNWCfd12uP002B/57XRIQRZw9HuqekJhC2gQQ4k4hx2r35ZuDY65O4rD/lcSqBdxtrNMKTcI10wiTj8L1UheGerfQgBi58g1SVI1DJ90TwBmCUEWRTDDOS6/dwpLL8DiTjYOlxUZaRpmvb82YMbPV8AaEI+V6zHF+nyjEZPj0ZPXw8du3i81t9c42+uwfsh30pJbyWqu1NKeq8w9PPVa2MQfgUzlyTUzIk0Y4VwBuz+5pqQzwXmodARfCBY6rXRIXL2jTHkdMMpg7qOcVAacEA8p/pFunTQWw5nDSXccRvGkOzFPVLCff11SxUqyxZA4+PLsCXxL3I3kE+MAcEuiEeaKQPJi4qydK8kgiiAReCg/Ex3TMKQvB/ow/1lBCOpmktQ04sLx4+UQl1aDZKwxSw5OQJmHezvfP7sARWK9nOnwtFuzAGsybIl9YXZ0ejpSJcHcIP1/3roWGqwK9LliXs/gUd28XgtMMhTZ/d6K5gnuUNLesuNzTkBiJ6KdHQaDhSsxozINkD5+QkQYZwB+0AijiVhs+IG1DvC0W4MAkyDg95ypA/g+0mGZmso+jr1tmz73izh7r/8DiXckahK6iQDYXjNvw42irAF4AkTlUwBOKhIzhImFOVY8hRJWKQHB5cNxEeyITIdoo+MlzEjSeYHmDFOcR6DH3/EZRl1qXFhhgwk4nDKgLyYSwe95Y1N1eCe8M4ePXn46MlDumAhn+uM2z584SRe+JtrRqOn495PQj4X8MjfXHM9dCzS5cFPLx6vjUead3RJb/lfpsujDctaqgC+/uYazlxnwA5cZuNrmmZrKPJ6K3DhTgxyxqOwQlCte5x+qi/MbrA8pBkKERgvQ/jt506hRoT8NraGojNuu8RalnBHCSsQh91dwh1+2Rol3FdznjF/gv2dwGK0NsKL2O2JFpZcGs4y1gOMMyRqwVuR+dBKlpDkIxJulCCaEuEiRkgYwn8V9OG/JFBmh06SNSVpACoSkryRCO6pszc2Vc/HI2z51t62xibV70BrNDZVA51T929DUrjR80XI5xq+cJIw5Kmzh3yui8drz7jt4EpAH4IU1Ot4pHlnlfTmQOXyydvAAUH3woN9oH4QxdAgtoYi+K3SNfPU2YcvnAQ8hXwu6RrjBTKTuQ3t2++/+fCmyG2PnjyE+43lGq7WQCKeun97IBEHJEmPUb6QWWcoqXdwz5RwhzLN8M3MrWTySjg12IX/Li5lZIQYiWTIdsXkgQbU2ttW1lIFyoOJx12p8EQAOvhu2MMBHy3df1bijkI6pAYkBWzpNEkQYQYAY/OEJO5olb4eHUD+KwmXdIQlFMrvkHGUpMuK5mpKsUPljNsuO8KMQaSE7o56f3NNY1P11PTE+J1UsL+T8200evri8drGpmpPnf2Me+XChDzjXgEmUCHwo5DP1X6p4uBOK+ktAYiY4qmzA2Xaz51KXgmHo93+5hpI8mxbAjHZUGNTNd5By3i9Fe3nTqEl45Hm9nOnsB0EiyiEy83VfH/6+bWmaY+ePNQXZpEF8zj9dCARl7sozW20Wgl3UJ7dV8Idk6TyfHX7uVPPnz1ITo6EfC54y8krYYSE8SdmbiWHL5ycuZXEAgIYOugthwwHKElOjmCRBwzJtY5TTnmfIHVtdChdVsStGIocQx9K8aoUeUiiA5kRtmuM7d+HXfL0vKSjR49MUaZ1EcU3YxC/XsZR8t+HHCh7NFdTqh915mxtZSWAX4bJdsZtj/X4sEz6m2tAqYBHWPyJRJx7IZ8Lfhk/wd9cAxhaKaRrxEB3SknvxqbqSJcH2waJxSGfS3qpwxdOknLGvZ+A+/ATANNolpDPhQv3QOxPTo4kJ0cQhdxEYSinwVNrP3fqoLecTgEZkEyXOugtN5dwP3H18C4r4U70AYkDOcLqGunyJK+EU/dvYxzc6Pni2++/mbmVRO/GenzhaDf8amAK9+wAieBfmMmX9M5sRhYs2BDFu2fxzxQ2RLgxy9ISrYgXfMGNHYAhOmLUp9PZQTfCnFlsklF85Vvh5je/c2QcJS+dNbHCgldzM+tMrsOsw1oN5wsNXtZSxWkGFwOOiafOfvF4LbgAImW8gFCApx1X0psD0tZQBMjweivAX/BEYEBoBLwDpuOps18PHYOLamsookeM3yUuo3mhK+E1nnqrA9/I1EBYDu4AM4YwT2QYD9cuLuEOAHobGgvXrtQ2NMY0tMBYjw+9jkGAwE3I50rdv41gM0Kh+Lt0sjCvpEZuy849Q5DIHBmBm3xtdGjM2HIh0Yd1gsy4LMFIVv/g7+pGohALd+TkTboRp1cwTm6FlZ8sYQh7X38Yv7meDGDzehCOdoP4oJ0lBnnq7KPR06nBLrz2N9fMJs6ORk/HenwEI7xPGLLtqJLeWvZWmMamajzU9dAxUBiwGzinbAQ2FImSbDGsl2yc4QsnU4NdwxdOXg8dQyttczUxbnJzBuzwJ9FGjGLYGoqoXOypEu5kv+T57FFk61IE/W7sq3C0mxkr8kOUomU5L4i1yjtMZx+/k3oRj0iulzOEb36tG7lC0sOSio/MnAaUYDv+S2cNG1Nuc5XkyHzBeUQNkDdVxRlHyau5GcTm1w9AKFpiMwoqMTOI7Ibvfzf2FT2R2cTZ78a+QlI1
ومن أدراكم أنه حظٌ عاثر ؟
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البرية فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل
ومن أدراكم أنه حظٌ سعيد؟
ولم تمضي أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع
ومن أدراكم أنه حظ سيء ؟
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجندت الدولة شباب القرية والتلال وأعفت إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه فما ت في الحرب شبابٌ كثيرون ::
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر الى ما لا نهاية في القصة
وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد
فأهل الحكمة لا يغالون فيالحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالص .. أمخير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون بإعتدال ويحزنون على مافاتهم بصبر وتجمل
وهؤلاء هم السعداء فأن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم ( الرضى بالقضاء والقدر) ويتقبل الاقدار بمرونة وايمان
لايفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعاده طريقًا للشقاء والعكس بالعكس
والاسلام الحنيف يؤكد على ذلك
(فإن مع العسر يسرا)
وكذلك رب ضاره نافعه
والتـغــــــييــر يبــــدأ من الداخــــل
-----------------------------
من ترك شيئ لله عوضه الله خير منه
كان
هناك شاب يبيع (القماش) ويضعه على ظهره ويطوف بالبيوت ويسمونه (فرقنا)
وكان مستقيم الأعضاء جميل الهيئة من رآه أحبه لما حباه الله من جمال
ووسامة زائدة على الآخرين .. وفي يوم من الأيام وهو يمر بالشوارع والأزقة
والبيوت رافعا صوته (فرقنا) إذ أبصرته إمرأة فنادته ، فجاء إليها ، وأمرته
بالدخول إلى داخل البيت ، وأعجبت به وأحبته حباً شديداً ، وقالت له : إنني
لم أدعوك لأشتري منك .. وإنما دعوتك من أجل محبتي لك ولا يوجد في
الدارأحد ودعته إلى نفسها فذكرها بالله وخوفها من أليم عقابه .. ولكن دون
جدوى .. فما يزيدها ذلك إلا إصراراً .. وأحب شيء إلى الإنسان ما منعا ..
فلما رأته ممتنعا من الحرام قالت له : إذا لم تفعل ما أمرك به صحت في
الناس وقلت لهم دخل داري ويريد أن ينال من عفتي وسوف يصدق الناس كلامي
لأنك داخل بيتي .. فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان .. قال لها : هل
تسمحين لي بالدخول إلى الحمام من أجل النظافة ففرحت بما قال فرحاً شديداً
وظنت أنه قد وافق على المطلوب .. فقالت : وكيف لا يا حبيبي وقرة عيني .. إن
هذا لشيء عظيم ... ودخل الحمام وجسده يرتعش من الخوف والوقوع في وحل
المعصية.. فالنساء حبائل الشيطان وما خلى رجل بامرأة إلا وكان الشيطان
ثالثهما ... يا إلهي ماذا أعمل دلني يا دليل الحائرين .. وفجأة جائت في
ذهنه فكرة فقال : إنني أعلم جيداً : إن من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا
ظل إلا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله .. وأعلم
: إن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه .. ورب شهوة تورث ندماً إلى
آخر العمر .. وماذا سأجني من هذه المعصية غيرأن الله سيرفع من قلبي نور
الإيمان ولذته .. لن أفعل الحرام .. ولكن ماذا سأفعل هل أرمي نفسي من
النافذة لا أستطيع ذلك .. فإنها مغلقة جداً ويصعب فتحها ..إذا سألطخ جسدي
بهذه ا لقاذورات والأوساخ فلعلها إذا رأتني على هذه الحال تركتني وشأني ..
وفعلا صمم على ذلك الفعل الذي تتقزز منه النفوس .. مع أنه يخرج من النفوس
! ثم بكى وقال : رباه إلهي وسيدي خوفك جعلني أعمل هذا العمل .. فأخلف علي
خير.. وخرج من الحـمام فلما رأته صاحت به : أخرج يا مجنون ؟ فخرج خائفاً
يترقب من الناس وكلامهم وماذا سيقولون عنه .. وأخذ متاعه والناس يضحكون
عليه في الشوارع حتى وصل إلى بيته وهناك تنفس الصعداء وخلع ثيابه ودخل
الحمام واغتسل غسلاً
حسناً ثم ماذا ؟ .. هل يترك الله عبده ووليه هكذا . . لا أيها الأحباب ..
فعندما خرج من الحمام عوضه الله شيئاً عظيماً بقي في جسده حتى فارق الحياة
وما بعد الحياة .. لقد أعطاه الله سبحانه رائحة عطرية زكية فواحة كعطر
المسك تخرج من جسده .. يشمها الناس على بعد عدة مترات وأصبح ذلك لقباً له
(المسكي)فقد كان المسك يخرج من جسده . . وعوضه الله بدلا من تلك الرائحة
الي ذهبت في لحظات رائحة بقيت مدى الوقت .. وعندما مات ووضعوه في قبره ..
كتبوا على قبره هذا قبر"المسكي " وقد رأيته .. في الشام . وهكذا أيها
الإنسان المسلم . . الله سبحانه لا يترك
عبده الصالح هكذا .. بل يدافع عنه .. إن الله يدافع عن الذين آمنوا . .
الله سبحانه يقول : (ولئن سألني لأعطينه .. فأين السائلين) .. أيها العبد
المسلم : من كل شيء إذا ضيـعتـه عوض ومـا من الله إن ضيـعتـه عوض الله
سبحانه .. يعطي على القليل الكثير..أين الذين يتركون المعاصي ويقبلون على
الله حتى يعوضهم خيرا مما أخذ منهم .. ألا يستجيبون لنداء الله ونداء
رسوله ونداء الفطرة ؟!؟
-----------------------------
[size=21]أشارك بهذه القصه وبداخلها حكمه . والحكمة ضالة المؤمن .
القصة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ
.وهي تحكي ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين – يحملون البضائع للناس
من الأسواق إلى البيوت على الحمير –
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق ,
تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون
فقال أحدهم واسمه " محمد " افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ؟
فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن . فقال : افترضا جدلاً أني خليفة ..
فقال أحدهم هذا محال وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً ..
قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة , وهام محمد في أحلام اليقظة .
وتخيل نفسه على عرش الخلافة وقال لأحدهما : ماذا تتمنى أيها الرجل ؟
فقال : أريد حدائق غنّاء , وماذا بعد قال الرجل : إسطبلاً من الخيل ,
وماذا بعد , قال الرجل : أريد مائة جارية ... وماذا بعد أيها الرجل , قال مائة ألف دينار ذهب .
ثم ماذا بعد , يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .
كل ذلك و محمد ابن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش الخلافة ,
ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة
ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ ,
وهو ينفق بعد أن كان يطلب ,
وهو يأمر بعد أن كان ينفذ وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر وقال
ماذا تريد أيها الرجل . فقال : يا محمد إنما أنت حمّار ,
والحمار لا يصلح أن يكون خليفة .....
فقال محمد : يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى ؟
فقال الرجل أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة ,
فقال محمد دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل ,
فقال الرجل : إسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة
فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء
وأمر منادي يمشي معي في أزقة المدينة
وينادي أيها النااااااا س ! أيها الناااااا س ! هذا دجال محتال
من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
...
وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر ..
صحيح الذي يعمل حمارا لن يصل إلى الخلافة ,
فكر محمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود .
توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى
حيث قرر أنه يجب بيع الحمار
وفعلاً باع الحمار
هل تعلم ما هو الحمار الذي يجب أن نبيعه جميعاً ,
هي تلك القناعات التي يحملها الكثير مثل – لا أستطيع – لا أصلح – لست أهلاً .
كأن يقول لنفسه أنا سيء . أنا لا أنفع في شيء ,
وأن تستبدلها بقولنا أنا أستطيع بإذن الله , يمكن أن أقدم خيراً ,
يمكنني أن أساهم في بناء المجتمع ..
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني ***** عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
وانطلق ابن أبي عامر بكل إصرار وجد .
يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف .
وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط –
تخيلوا .. أخواني ... أخواتي الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار يبذله في عمله الجديد ..
أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس .
ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله
وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات ,
وهل يمكن لهذا الطفل الصغير من إدارة شئون الدولة .
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً
ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه...
فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية ,
وتم الاختيار على محمد ابن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي .
وكان محمد ابن أبي عامر مقرب إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها
ووشى بالمصحفي عندها وأزيل المصحفي من الوصاية
وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد
ثم اتخذ مجموعة من القرارات ؛ فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه ,
وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره ,
وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده
وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية ,
وسميت بالدولة العامرية . هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر ,
واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .
أخواني ... أخواتي ..
القصة لم تنتهي بعد ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار
والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء ..
تذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلى مكان كذا
فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتي بهما .
أمرك سيدي ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ...
العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي ..
بنفس العقلية حمار منذ ثلاثين سنة .. قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ,
أمير المؤمنين إننا لم نذنب . لم نفعل شيئاً .. ما جرمنا ..
قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلوا إلى القصر , دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة ..
قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد ...
قال الحاجب المنصور : اعرفتماني ؟
قالا نعم يا أمير المؤمنين , ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ,
قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال :
كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة
وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر
فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا
ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟ قال الرجل حدائق غنّاء ,
فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا .
وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل
قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد ؟
قال مائة جارية , قال الخليفة لك مائة من الجواري ثم ماذا ؟
قال الرجل مائة ألف دينار ذهب ,
قال : هو لك وماذا بعد ؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين .
قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب .
ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟
قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين ,
قال : لا و الله حتى تخبرهم
قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين ,
قال حتى تخبرهم . فقال الرجل
قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء
وأمر منادي ينادي في الناس
أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر افعلوا به ما تمنى حتى يعلم
( أن الله على كل شيء قدير .. )
أخي .. ....
هل يمكن أن تحقق أحلامك وأن تصل إلى أهدافك قل وبكل ثقة – نعم إن شاء الله وتذكر دائما
(( إن الله على كل شيء قدير ))
[/size]القصة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ
.وهي تحكي ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين – يحملون البضائع للناس
من الأسواق إلى البيوت على الحمير –
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق ,
تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون
فقال أحدهم واسمه " محمد " افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ؟
فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن . فقال : افترضا جدلاً أني خليفة ..
فقال أحدهم هذا محال وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً ..
قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة , وهام محمد في أحلام اليقظة .
وتخيل نفسه على عرش الخلافة وقال لأحدهما : ماذا تتمنى أيها الرجل ؟
فقال : أريد حدائق غنّاء , وماذا بعد قال الرجل : إسطبلاً من الخيل ,
وماذا بعد , قال الرجل : أريد مائة جارية ... وماذا بعد أيها الرجل , قال مائة ألف دينار ذهب .
ثم ماذا بعد , يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .
كل ذلك و محمد ابن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش الخلافة ,
ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة
ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ ,
وهو ينفق بعد أن كان يطلب ,
وهو يأمر بعد أن كان ينفذ وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر وقال
ماذا تريد أيها الرجل . فقال : يا محمد إنما أنت حمّار ,
والحمار لا يصلح أن يكون خليفة .....
فقال محمد : يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى ؟
فقال الرجل أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة ,
فقال محمد دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل ,
فقال الرجل : إسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة
فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء
وأمر منادي يمشي معي في أزقة المدينة
وينادي أيها النااااااا س ! أيها الناااااا س ! هذا دجال محتال
من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
...
وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر ..
صحيح الذي يعمل حمارا لن يصل إلى الخلافة ,
فكر محمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود .
توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى
حيث قرر أنه يجب بيع الحمار
وفعلاً باع الحمار
هل تعلم ما هو الحمار الذي يجب أن نبيعه جميعاً ,
هي تلك القناعات التي يحملها الكثير مثل – لا أستطيع – لا أصلح – لست أهلاً .
كأن يقول لنفسه أنا سيء . أنا لا أنفع في شيء ,
وأن تستبدلها بقولنا أنا أستطيع بإذن الله , يمكن أن أقدم خيراً ,
يمكنني أن أساهم في بناء المجتمع ..
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني ***** عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
وانطلق ابن أبي عامر بكل إصرار وجد .
يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف .
وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط –
تخيلوا .. أخواني ... أخواتي الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار يبذله في عمله الجديد ..
أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس .
ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله
وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات ,
وهل يمكن لهذا الطفل الصغير من إدارة شئون الدولة .
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً
ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه...
فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية ,
وتم الاختيار على محمد ابن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي .
وكان محمد ابن أبي عامر مقرب إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها
ووشى بالمصحفي عندها وأزيل المصحفي من الوصاية
وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد
ثم اتخذ مجموعة من القرارات ؛ فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه ,
وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره ,
وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده
وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية ,
وسميت بالدولة العامرية . هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر ,
واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .
أخواني ... أخواتي ..
القصة لم تنتهي بعد ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار
والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء ..
تذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلى مكان كذا
فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتي بهما .
أمرك سيدي ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ...
العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي ..
بنفس العقلية حمار منذ ثلاثين سنة .. قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ,
أمير المؤمنين إننا لم نذنب . لم نفعل شيئاً .. ما جرمنا ..
قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلوا إلى القصر , دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة ..
قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد ...
قال الحاجب المنصور : اعرفتماني ؟
قالا نعم يا أمير المؤمنين , ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ,
قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال :
كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة
وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر
فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا
ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟ قال الرجل حدائق غنّاء ,
فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا .
وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل
قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد ؟
قال مائة جارية , قال الخليفة لك مائة من الجواري ثم ماذا ؟
قال الرجل مائة ألف دينار ذهب ,
قال : هو لك وماذا بعد ؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين .
قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب .
ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟
قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين ,
قال : لا و الله حتى تخبرهم
قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين ,
قال حتى تخبرهم . فقال الرجل
قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء
وأمر منادي ينادي في الناس
أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر افعلوا به ما تمنى حتى يعلم
( أن الله على كل شيء قدير .. )
أخي .. ....
هل يمكن أن تحقق أحلامك وأن تصل إلى أهدافك قل وبكل ثقة – نعم إن شاء الله وتذكر دائما
(( إن الله على كل شيء قدير ))
-----------------------------
هاهي عقارب الساعة تزحف ببطء لتصل إلى السادسة مساء في منزل زوجة الفقيد أبي محمد
التي تقضي اليوم الأول بعد رحيل زوجها الشاب إلى جوار ربه , ولسان حالها تجاهه وهي ترمق صخب الدنيا :
جاورتُ أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري
غصَّ البيت بالمعزين رجالا ونساء صغارا وكبارا ...
اصبري يا أم محمد واحتسبي , وعسى الله أن يريك في محمد ذي الثلاثة أعوام خير خلف لأبيه ...
وهكذا قضى الله أن يقضي محمد طفولته يتيم الأب , غير أن رحمة الله أدركت هذا الغلام , فحنن عليه قلب أمه فكانت له أما وأبا ..
تمر السنون ويكبر الصغير وينتظم دارسا في المرحلة الابتدائية ..
ولما كُرِّم متفوقا في نهاية السنة السادسة أقامت له أمه حفلا رسم البسمة
في وجوه من حضر .. ولما أسدل الليل ستاره وأسبل الكون دثاره ,,
سارَّتْه أمه أن يا بني ليس بخاف عليك قلة ذات اليد عندنا , لكني عزمت أن
أعمل في نسج الثياب وبيعها , وكل مناي أن تكمل الدراسة حتى الجامعة وأنت
في خير حال ..بكى الطفل وهو يحضن أمه قائلا ببراءة الأطفال :
( ماما إذا دخلت الجنة إن شاء الله سأخبر أبي بمعروفك الكبير معي ) ..
تغالب الأم دموعها مبتسمة لوليدها ..
وتمر السنون ويدخل محمد الجامعة ولا تزال أمه تنسج الثياب وتبيعها حتى كان ذلك اليوم ...
دخل محمد البيت عائدا من أحد أصدقائه فأبكاه المشهد ..وجد أمه وقد رسم الزمن على وجهها تجاعيد السنين .. وجدها نائمة وهي تخيط ,
لا يزال الثوب بيدها ..كم تعبت لأجل محمد ! كم سهرت لأجل محمد !
لم ينم محمد ليلته تلك ولم يذهب للجامعة صباحا ..عزم أن ينتسب في الجامعة ويجد له عملا ليريح أمه من هذا العناء ..
غضبت أمه وقالت : إن رضاي يا محمد أن تكمل الجامعة منتظما وأعدك أن أترك الخياطة إذا توظفت بعد الجامعة ..وهذا ما حصل فعلا ..
هاهو محمد يتهيأ لحفل التخرج ممنيا نفسه بوظيفة مرموقة يُسعد بها والدته وهذا ما حصل فعلا ..
محمد في الشهر الأول من وظيفته وأمه تلملم أدوات الخياطة لتهديها لجارتها المحتاجة ,
محمد يعد الأيام لاستلام أول راتب وقد غرق في التفكير : كيف يرد جميل أمه ! أيسافر بها ! أيسربلها ذهبا !
لم يقطع عليه هذا التفكير إلا دخول والدته عليه وقد اصفر وجهها من التعب , قالت يا بني أشعر بتعب في داخلي لا أعلم له سببا ,
هب محمد لإسعافها , حال أمه يتردى , أمه تدخل في غيبوبة , نسي محمد نفسه .. نسي عمله ..
ترك قلبه عند أمه لا يكاد يفارقها , لسان حاله :
فداك النفس يا أمي .... فداك المال والولد
وكان ما لم يدر في حسبان محمد .. هاهي الساعة تشير إلى العاشرة صباحا ,,
محمد يخرج من عمله إلى المستشفى , ممنيا نفسه بوجه أمه الصبوح ريانا بالعافية ,
وعند باب القسم الخاص بأمه استوقفه موظف الاستقبال وحثه على الصبر والاحتساب ..
صعق محمد مكانه ! فقد توازنه ! وكان أمر الله قدرا مقدورا ,
شيع أمه المناضلة لأجله , ودفن معها أجمل أيامه , ولحقت بزوجها بعد طول غياب ,
وعاد محمد يتيم الأبوين ..
انتهى الشهر الأول ونزل الراتب الأول لحساب محمد .. لم تطب نفسه به , ما قيمة المال بلا أم !
هكذا كان يفكر حتى اهتدى لطريق من طرق البر عظيم , وعزم على نفسه أن يرد جميل أمه حتى وهي تحت التراب ,
عزم محمد أن يقتطع ربع راتبه شهريا ويجعله صدقة جارية لوالدته , وهذا ما حصل فعلا ..
حفر لها عشرات الآبار وسقى الماء وبالغ في البر والمعروف , ولم يقطع هذا
الصنيع أبدا حتى شاب عارضاه وكبر ولده ولا يزال الربع مُوقفاً لأمه ,
كانت أكثر صدقاته في برادات الماء عند أبواب المساجد ..
وفي يوم من الأيام وجد عاملا يقوم بتركيب برادة عند المسجد الذي يصلي فيه محمد ..
عجب محمد من نفسه ! كيف غفلت عن مسجد حينا حتى فاز به هذا المحسن !! فرح للمحسن وندم على نفسه !
حتى بادره إمام المسجد من الغد شاكرا وذاكرا معروفه في السقيا !
قال محمد لكني لم أفعل ذلك في هذا المسجد ! قال بلى جاءني ابنك عبد الله – وهو شاب في المرحلة الثانوية - وأعطاني المبلغ قائلا :
هذا سأوقفه صدقة جارية لأبي , ضعها في برادة ماء , عاد الكهل محمد لابنه عبد الله مسرورا بصنيعه !
سأله كيف جئت بالمبلغ ! ليفاجأ بأن ابنه مضى عليه خمس سنوات يجمع الريال إلى الريال حتى استوفى قيمة البرادة !
وقال : رأيتك يا أبي منذ خرجتُ إلى الدنيا تفعل هذا بوالدتك .. فأردت أن أفعله بوالدي ..
ثم بكى عبد الله وبكى محمد ولو نطقت تلك الدمعات لقالت :
إن بركة بر الوالدين تُرى في الدنيا قبل الآخرة !
وبعد .. فيا أيها الأبناء ..
بروا آباءكم .. ولو ماتوا .. يبركم أبناؤكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا وأصلح لنا نياتنا وذرياتنا
توجه الى استعلامات المطاروقال:
انا طبيب عالمي مشهور كلدقيقة من وقتي تساوي ارواح ناس وانتم تريدون ان ابقى 16 ساعة بانتظار طائرة ؟
هناك مؤتمر عالمي يجب ان اصل اليه .
اجابه الموظف دون اكتراث :
- يادكتور لست انا من يقرر مواعيد الطائرات ولكن اذا كنت مستعجل لهذا الحدفيمكنك استئجار سيارة والذهاب بها فالمدينة التي تقصدها لاتبعد عن هنا سوى 3 ساعاتبالسيارة
رضي سعيد على مضض فهو لا يحب القيادة لمسافات طويلة واخذ السيارة وظليسوق وفجأة تغير الجو وبدأ المطر يهطل مدرارا واصبح من العسير ان يرى اي شيئ امامهولم يتنبه الى المنعطف على يمينه وظل مستمرا بالسير الى الامام وبعد ساعتين منالسير المتواصل ايقن انه قد ضل طريقه واحس بالجوع والتعب فرأى امامه بيتا صغيرافتوقف عنده ودق الباب فسمع صوتا لامرأة عجوز يقول :
- تفضل بالدخول كائنا من كنتفالباب مفتوح
دخل سعيد وطلب من المرأة العجوز الجالسة على كرسي متحرك ان يستعملتلفونها لان بطارية الهاتف النقال قد نفذت
ضحكت العجوز وقالت :
- ايتلفون ياولدي ؟ الا ترى اين انت ؟
هنا لا كهرباء ولا ماء حنفية ولا تلفونات
ولكن تفضل واسترح وصب لنفسك فنجان شاي ساخن وهناك طعام على الطاولة كل حتىتشبع وتسترد قوتك فامامك طريق طويل يجب ان تعود منه .
شكر سعيد المرأةوجلس يأكل بينما كانت العجوز تصلي وتدعي وانتبه فجأة الى طفل صغير نائم بلا حراكعلى سرير قرب العجوز وهي تهزه بين كل صلاة وصلاة .
استمرت العجوزبالصلاة والدعاء طويلا فتوجه سعيد لها قائلا
- يا أم والله لقداخجلني كرمك ونبل اخلاقك واغاثتك الملهوف وعسى الله ان يستجيب لكل دعواتك .
قالت له العجوز :
- ياولدي انت ابن سبيل اوصى بك الله كل من في قلبهايمان
واما دعواتي فقد اجابها الله سبحانه وتعالى كلها الا واحدة ولا ادرىمالسبب ولعل ذلك بسبب قلة ايماني
قال لها سعيد :
- وماهي تلكالدعوة يا أم ؟
الك حاجة في نفسك فاقضيها لك ؟ فانا مثلولدك
قالت العجوز :
- بارك الله بك يابني ولكني لست بحاجة لشيئ لنفسياما هذا الطفل الذي تراه فهو حفيدي وهو يتيم الابوين وقد اصابه مرض عضال عجز عنه كلالاطباء عندنا وقيل لي ان جراحا واحدا قادر على علاجه يقال له سعيد ولكنه يعيش علىمسافة كبيرة من هنا ولا طاقة لي باخذ هذا الطفل الى هناك واخشى ان ياخذ الله امانتهويبقى هذا المسكين بلا حول ولا قوة فدعوت الله كل يوم وليلة ان يسهل امرى واجدطريقة اعرض بها هذا اليتيم على الدكتور سعيد عسى الله ان يجعل الشفاء على يديه .
بكى سعيد وقال :
- يا أم والله لقد طرت وسرت وعطلت الطائرات وضربتالصواعق وامطرت السماء كي تسوقني اليك سوقا فوالله ما ايقنت ان الله عز وجل يسببالاسباب لعباده المؤمنين الا في بيتك هذا سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
يحكى أنه كانهنالك امرأة عجوز لديها جرتان كبيرتان، تحمل كل واحدة منهما على طرف العصا التيتضعها على رقبتها.
احدى الجرتين كان بها كسر على جانبها بينما كانتالجرة الأخرى سليمة ودائماً تحمل الماء وتوصله دون أن يتدفق منه شيئاً. .
في نهايةالطريق الطويل من الجدول الى منزل العجوز، كانت الجرة المكسورة توصل نصف كمية الماءفقط..!
كانهذا حال العجوز لمدة عامين، تعود يومياً الى بيتها وهي تحمل جرة و نصف جرة مملوءةبالماء.
بالطبع، كانت الجرة السليمة فخورةبكمالها.
لكنظلّت الجرة المكسورة بائسةً وخجلةُ من عدم اتقانها، وشعرت بالبؤس لكونها تستطيع فقطتقديم نصف ما صُنِعت من أجله.
بعد مضي عامين من ادراكها لفشلها المرير، تحدثت الىالعجوز يوماً قرب جدول الماء
” أنا خجلة من نفسي، لأن ذلك الكسر على جانبي جعلالماء يتسرّب على طول طريق عودتك إلى المنزل “
ابتسمت العجوزقائلة:
” هل لاحظتِ أن هنالك زهوراً على الجانب الذي تمرين به، وليس على جانب الجرة الأخرى؟
ذلك لأننيدائماً كنت أعلم بفيضك، لذلك وضعت بذوراً للأزهار على الجانب الذي تمرينبه
....وكل يوم
عند عودتنا كنتِ أنتِ من يسقي هذهالبذور“
” لمدة عامين كنت محظوظة بقطف هذه الأزهار الجميلة لتزيين طاولتي “
" من دون أنتكونين كما أنت عليه، لم يكن هذا الجمال ليكون موجوداً ليجّمل البيت ..! “
لكل منّا فيضه الفريد ..
لكن وحدها تلك الكسور والفيوض التييملكها كل منا هي التي تجعل حياتنا معاً ممتعة وذات قيمة.
علينا أن نأخذ الناس بما هم عليه ونرى - فقط - الأجمل بداخلهم.
-----------------------------
هاهي عقارب الساعة تزحف ببطء لتصل إلى السادسة مساء في منزل زوجة الفقيد أبي محمد
التي تقضي اليوم الأول بعد رحيل زوجها الشاب إلى جوار ربه , ولسان حالها تجاهه وهي ترمق صخب الدنيا :
جاورتُ أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري
غصَّ البيت بالمعزين رجالا ونساء صغارا وكبارا ...
اصبري يا أم محمد واحتسبي , وعسى الله أن يريك في محمد ذي الثلاثة أعوام خير خلف لأبيه ...
وهكذا قضى الله أن يقضي محمد طفولته يتيم الأب , غير أن رحمة الله أدركت هذا الغلام , فحنن عليه قلب أمه فكانت له أما وأبا ..
تمر السنون ويكبر الصغير وينتظم دارسا في المرحلة الابتدائية ..
ولما كُرِّم متفوقا في نهاية السنة السادسة أقامت له أمه حفلا رسم البسمة
في وجوه من حضر .. ولما أسدل الليل ستاره وأسبل الكون دثاره ,,
سارَّتْه أمه أن يا بني ليس بخاف عليك قلة ذات اليد عندنا , لكني عزمت أن
أعمل في نسج الثياب وبيعها , وكل مناي أن تكمل الدراسة حتى الجامعة وأنت
في خير حال ..بكى الطفل وهو يحضن أمه قائلا ببراءة الأطفال :
( ماما إذا دخلت الجنة إن شاء الله سأخبر أبي بمعروفك الكبير معي ) ..
تغالب الأم دموعها مبتسمة لوليدها ..
وتمر السنون ويدخل محمد الجامعة ولا تزال أمه تنسج الثياب وتبيعها حتى كان ذلك اليوم ...
دخل محمد البيت عائدا من أحد أصدقائه فأبكاه المشهد ..وجد أمه وقد رسم الزمن على وجهها تجاعيد السنين .. وجدها نائمة وهي تخيط ,
لا يزال الثوب بيدها ..كم تعبت لأجل محمد ! كم سهرت لأجل محمد !
لم ينم محمد ليلته تلك ولم يذهب للجامعة صباحا ..عزم أن ينتسب في الجامعة ويجد له عملا ليريح أمه من هذا العناء ..
غضبت أمه وقالت : إن رضاي يا محمد أن تكمل الجامعة منتظما وأعدك أن أترك الخياطة إذا توظفت بعد الجامعة ..وهذا ما حصل فعلا ..
هاهو محمد يتهيأ لحفل التخرج ممنيا نفسه بوظيفة مرموقة يُسعد بها والدته وهذا ما حصل فعلا ..
محمد في الشهر الأول من وظيفته وأمه تلملم أدوات الخياطة لتهديها لجارتها المحتاجة ,
محمد يعد الأيام لاستلام أول راتب وقد غرق في التفكير : كيف يرد جميل أمه ! أيسافر بها ! أيسربلها ذهبا !
لم يقطع عليه هذا التفكير إلا دخول والدته عليه وقد اصفر وجهها من التعب , قالت يا بني أشعر بتعب في داخلي لا أعلم له سببا ,
هب محمد لإسعافها , حال أمه يتردى , أمه تدخل في غيبوبة , نسي محمد نفسه .. نسي عمله ..
ترك قلبه عند أمه لا يكاد يفارقها , لسان حاله :
فداك النفس يا أمي .... فداك المال والولد
وكان ما لم يدر في حسبان محمد .. هاهي الساعة تشير إلى العاشرة صباحا ,,
محمد يخرج من عمله إلى المستشفى , ممنيا نفسه بوجه أمه الصبوح ريانا بالعافية ,
وعند باب القسم الخاص بأمه استوقفه موظف الاستقبال وحثه على الصبر والاحتساب ..
صعق محمد مكانه ! فقد توازنه ! وكان أمر الله قدرا مقدورا ,
شيع أمه المناضلة لأجله , ودفن معها أجمل أيامه , ولحقت بزوجها بعد طول غياب ,
وعاد محمد يتيم الأبوين ..
انتهى الشهر الأول ونزل الراتب الأول لحساب محمد .. لم تطب نفسه به , ما قيمة المال بلا أم !
هكذا كان يفكر حتى اهتدى لطريق من طرق البر عظيم , وعزم على نفسه أن يرد جميل أمه حتى وهي تحت التراب ,
عزم محمد أن يقتطع ربع راتبه شهريا ويجعله صدقة جارية لوالدته , وهذا ما حصل فعلا ..
حفر لها عشرات الآبار وسقى الماء وبالغ في البر والمعروف , ولم يقطع هذا
الصنيع أبدا حتى شاب عارضاه وكبر ولده ولا يزال الربع مُوقفاً لأمه ,
كانت أكثر صدقاته في برادات الماء عند أبواب المساجد ..
وفي يوم من الأيام وجد عاملا يقوم بتركيب برادة عند المسجد الذي يصلي فيه محمد ..
عجب محمد من نفسه ! كيف غفلت عن مسجد حينا حتى فاز به هذا المحسن !! فرح للمحسن وندم على نفسه !
حتى بادره إمام المسجد من الغد شاكرا وذاكرا معروفه في السقيا !
قال محمد لكني لم أفعل ذلك في هذا المسجد ! قال بلى جاءني ابنك عبد الله – وهو شاب في المرحلة الثانوية - وأعطاني المبلغ قائلا :
هذا سأوقفه صدقة جارية لأبي , ضعها في برادة ماء , عاد الكهل محمد لابنه عبد الله مسرورا بصنيعه !
سأله كيف جئت بالمبلغ ! ليفاجأ بأن ابنه مضى عليه خمس سنوات يجمع الريال إلى الريال حتى استوفى قيمة البرادة !
وقال : رأيتك يا أبي منذ خرجتُ إلى الدنيا تفعل هذا بوالدتك .. فأردت أن أفعله بوالدي ..
ثم بكى عبد الله وبكى محمد ولو نطقت تلك الدمعات لقالت :
إن بركة بر الوالدين تُرى في الدنيا قبل الآخرة !
وبعد .. فيا أيها الأبناء ..
بروا آباءكم .. ولو ماتوا .. يبركم أبناؤكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا وأصلح لنا نياتنا وذرياتنا
-----------------------------
[center]~~~قـــصـــهـ رائعــــهـ جـــــــدآ~~~
خرج الطبيب الجراحالشهير واسمه سعيد من البيت على عجل كي يذهب الى المطار للمشاركة في المؤتمر العلميالدولي الذي سيلقي بحثا فيه وسيلقى تكريما من اكاديمية الجراحين العالمية علىانجازاته الفريدة في علم الطب كان متحمسا جدا ولم يصدق انه وصل الى المطار دونعوائق في الطريق وصعد الى الطائرة واقلعت وهو يمني النفس بالتكريم الكبير الذي حلمبه طوال حياته المهنية , وفجأة وبعد ساعة من الطيران جاء صوت مضيفة الطيران لتعلنان الطائرة اصابها عطل بسبب صاعقة وستهبط اضطراريا في اقرب مطار . [center]~~~قـــصـــهـ رائعــــهـ جـــــــدآ~~~
توجه الى استعلامات المطاروقال:
انا طبيب عالمي مشهور كلدقيقة من وقتي تساوي ارواح ناس وانتم تريدون ان ابقى 16 ساعة بانتظار طائرة ؟
هناك مؤتمر عالمي يجب ان اصل اليه .
اجابه الموظف دون اكتراث :
- يادكتور لست انا من يقرر مواعيد الطائرات ولكن اذا كنت مستعجل لهذا الحدفيمكنك استئجار سيارة والذهاب بها فالمدينة التي تقصدها لاتبعد عن هنا سوى 3 ساعاتبالسيارة
رضي سعيد على مضض فهو لا يحب القيادة لمسافات طويلة واخذ السيارة وظليسوق وفجأة تغير الجو وبدأ المطر يهطل مدرارا واصبح من العسير ان يرى اي شيئ امامهولم يتنبه الى المنعطف على يمينه وظل مستمرا بالسير الى الامام وبعد ساعتين منالسير المتواصل ايقن انه قد ضل طريقه واحس بالجوع والتعب فرأى امامه بيتا صغيرافتوقف عنده ودق الباب فسمع صوتا لامرأة عجوز يقول :
- تفضل بالدخول كائنا من كنتفالباب مفتوح
دخل سعيد وطلب من المرأة العجوز الجالسة على كرسي متحرك ان يستعملتلفونها لان بطارية الهاتف النقال قد نفذت
ضحكت العجوز وقالت :
- ايتلفون ياولدي ؟ الا ترى اين انت ؟
هنا لا كهرباء ولا ماء حنفية ولا تلفونات
ولكن تفضل واسترح وصب لنفسك فنجان شاي ساخن وهناك طعام على الطاولة كل حتىتشبع وتسترد قوتك فامامك طريق طويل يجب ان تعود منه .
شكر سعيد المرأةوجلس يأكل بينما كانت العجوز تصلي وتدعي وانتبه فجأة الى طفل صغير نائم بلا حراكعلى سرير قرب العجوز وهي تهزه بين كل صلاة وصلاة .
استمرت العجوزبالصلاة والدعاء طويلا فتوجه سعيد لها قائلا
- يا أم والله لقداخجلني كرمك ونبل اخلاقك واغاثتك الملهوف وعسى الله ان يستجيب لكل دعواتك .
قالت له العجوز :
- ياولدي انت ابن سبيل اوصى بك الله كل من في قلبهايمان
واما دعواتي فقد اجابها الله سبحانه وتعالى كلها الا واحدة ولا ادرىمالسبب ولعل ذلك بسبب قلة ايماني
قال لها سعيد :
- وماهي تلكالدعوة يا أم ؟
الك حاجة في نفسك فاقضيها لك ؟ فانا مثلولدك
قالت العجوز :
- بارك الله بك يابني ولكني لست بحاجة لشيئ لنفسياما هذا الطفل الذي تراه فهو حفيدي وهو يتيم الابوين وقد اصابه مرض عضال عجز عنه كلالاطباء عندنا وقيل لي ان جراحا واحدا قادر على علاجه يقال له سعيد ولكنه يعيش علىمسافة كبيرة من هنا ولا طاقة لي باخذ هذا الطفل الى هناك واخشى ان ياخذ الله امانتهويبقى هذا المسكين بلا حول ولا قوة فدعوت الله كل يوم وليلة ان يسهل امرى واجدطريقة اعرض بها هذا اليتيم على الدكتور سعيد عسى الله ان يجعل الشفاء على يديه .
بكى سعيد وقال :
- يا أم والله لقد طرت وسرت وعطلت الطائرات وضربتالصواعق وامطرت السماء كي تسوقني اليك سوقا فوالله ما ايقنت ان الله عز وجل يسببالاسباب لعباده المؤمنين الا في بيتك هذا سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
يحكى أنه كانهنالك امرأة عجوز لديها جرتان كبيرتان، تحمل كل واحدة منهما على طرف العصا التيتضعها على رقبتها.
احدى الجرتين كان بها كسر على جانبها بينما كانتالجرة الأخرى سليمة ودائماً تحمل الماء وتوصله دون أن يتدفق منه شيئاً. .
في نهايةالطريق الطويل من الجدول الى منزل العجوز، كانت الجرة المكسورة توصل نصف كمية الماءفقط..!
كانهذا حال العجوز لمدة عامين، تعود يومياً الى بيتها وهي تحمل جرة و نصف جرة مملوءةبالماء.
بالطبع، كانت الجرة السليمة فخورةبكمالها.
لكنظلّت الجرة المكسورة بائسةً وخجلةُ من عدم اتقانها، وشعرت بالبؤس لكونها تستطيع فقطتقديم نصف ما صُنِعت من أجله.
بعد مضي عامين من ادراكها لفشلها المرير، تحدثت الىالعجوز يوماً قرب جدول الماء
” أنا خجلة من نفسي، لأن ذلك الكسر على جانبي جعلالماء يتسرّب على طول طريق عودتك إلى المنزل “
ابتسمت العجوزقائلة:
” هل لاحظتِ أن هنالك زهوراً على الجانب الذي تمرين به، وليس على جانب الجرة الأخرى؟
ذلك لأننيدائماً كنت أعلم بفيضك، لذلك وضعت بذوراً للأزهار على الجانب الذي تمرينبه
....وكل يوم
عند عودتنا كنتِ أنتِ من يسقي هذهالبذور“
” لمدة عامين كنت محظوظة بقطف هذه الأزهار الجميلة لتزيين طاولتي “
" من دون أنتكونين كما أنت عليه، لم يكن هذا الجمال ليكون موجوداً ليجّمل البيت ..! “
لكل منّا فيضه الفريد ..
لكن وحدها تلك الكسور والفيوض التييملكها كل منا هي التي تجعل حياتنا معاً ممتعة وذات قيمة.
علينا أن نأخذ الناس بما هم عليه ونرى - فقط - الأجمل بداخلهم.
-----------------------------
[size=25]قصة رائعة سمعتها عن تقدير الذات
مدير أحد الشركات في يوم عادي ، يدخل أحد الاداريين و يكلمه عن أوضاع الشركة ثم اعطاه وساما و قال له: هذا تقدير منا لك ..
تعجب
المدير من ذلك،،و ما زاده تعجبا عندما أعطاه وساما اخر و قال له :هذا
الوسام اريد منك أن تعطيه لمن تظن انه يستحقه في نظرك------>و خرج
بعد ذلك
أحس المدير بشعور غريب جعله يغير من معاملته مع الموظفين بطريقة
أخرى[افضل]، و مضى اليوم ،وعندما رجع البيت جلس ينظر في الوسام الثاني و
يفكر في من يعطيه؟؟
(((توقعوااا في من فكر؟؟)))
فكر في
ابنه و قال في نفسه :لقد أجهدته بالمذاكرة و أتعبته من كثرة المعاتبة
عليها ،فلماذا لا اعطيه اياه ،فاني ارى ان ابني يستحقه ؟؟!!فذهب لغرفة
ابنه .
(((تصورو ماذا رأى ))).................
مدير أحد الشركات في يوم عادي ، يدخل أحد الاداريين و يكلمه عن أوضاع الشركة ثم اعطاه وساما و قال له: هذا تقدير منا لك ..
تعجب
المدير من ذلك،،و ما زاده تعجبا عندما أعطاه وساما اخر و قال له :هذا
الوسام اريد منك أن تعطيه لمن تظن انه يستحقه في نظرك------>و خرج
بعد ذلك
أحس المدير بشعور غريب جعله يغير من معاملته مع الموظفين بطريقة
أخرى[افضل]، و مضى اليوم ،وعندما رجع البيت جلس ينظر في الوسام الثاني و
يفكر في من يعطيه؟؟
(((توقعوااا في من فكر؟؟)))
فكر في
ابنه و قال في نفسه :لقد أجهدته بالمذاكرة و أتعبته من كثرة المعاتبة
عليها ،فلماذا لا اعطيه اياه ،فاني ارى ان ابني يستحقه ؟؟!!فذهب لغرفة
ابنه .
(((تصورو ماذا رأى ))).................
طبعا رأى ابنه فيها.
(((لكن ماذا )))...................
كان الابن منصدما من زيارة ابيه المفاجئة لغرفته!!.
المهم ،قام الاب و اعطاه الوسااام و قال له ماذا حدث له في الشركة،و قال له انه لم يجد أحدا يستحق الوسام غير ابنه....
(((توقعوا ماذا حدث !!!)))
بكى الابن !! لــــــــــــــــــــــــــماذا ؟؟؟
*
*
*
*
*
*
(((تريدون ان اكمل )))................
حسنا
، سأل الاب ابنه عن سبب بكائه فقال :كنت أظن انك و امي لا تهتمان بي ،و
قد كنت أنوي أن أنتحر لأرتاح من هذا الهم الذي أحس به جراء ذلك .[وذكر
الابن انه في تلك اللحظة قبل ان يدخل والده كان يكتب رسالة لوالديه يوضح
فيها سبب انتحاره]لكن الأن و قد رأيتك مهتما بي فلقد غيرت رأيي في هذا
الموضوع !!
، سأل الاب ابنه عن سبب بكائه فقال :كنت أظن انك و امي لا تهتمان بي ،و
قد كنت أنوي أن أنتحر لأرتاح من هذا الهم الذي أحس به جراء ذلك .[وذكر
الابن انه في تلك اللحظة قبل ان يدخل والده كان يكتب رسالة لوالديه يوضح
فيها سبب انتحاره]لكن الأن و قد رأيتك مهتما بي فلقد غيرت رأيي في هذا
الموضوع !!
(*(تخيلـــــــــــــوا تقديــر بسيط فعل الكثير ،فكيف بما هو اعلـــــــــــى !!)*)
قدر ذاتك و ذات غيرك باقصى ما تستطيع ،فهذا له
اثر كبير قد تكون جاهل عنه
[/size]-----------------------------
استيقظت
على رنين هاتفي المحمول فإذا بإحدى الأسر تتصل على في الصباح الباكر من
أيام الإجازة التي عرفت بتقلب وضع الحياة فركت عيني ثم رددت :الو
فأجابني : صوت طفل كيفك عمو
- الحمد لله أنت كيفك
- الحمد لله ,عمو ممكن تسجلني في المدرسة
- ابشر حبيبي بكرة أجي آخذ ملفك
-شكرا عمو مع السلامة
ذهبت والحمد لله بعد توفيق الله سجلت اليتيم بعد عناء
وسررت بإدخاله المدرسة وتكفلت بإيصاله لها بل كنت ولي أمره عند المدرسة
وتجري سنة وهو يعيش اسعد اللحظات فرحا بدخوله المدرسة
أعلنت المدرسة عن حفل
لأولياء الأمور وأعطوه ورقة لاستدعاء ولي أمره وهنا كانت بداية ألمه وشعوره
بالنقص فهو رغم حداثة سنه يعلم أن الحفل للآباء وهو يتيم
فمزق ورقة الاستدعاء وقلبه الصغير يبكي حزنا على يتمه
بلغني أمر الحفل من احد مدرسيه قبل يوم الحفل فاتصلت به وقلت له :بكره نروح حفل أولياء الأمور فقال :لا لا
ليش ......وياليتني ما سألت فقد كان جوابه صاعقة بريئة شققت قسوة قلبي فقال
-الحفل للآباء وأنا ماعندي أب (قالها والحزن يعصر قلبه الصغير )
اختنقت بعبرتي وحاولت التخفيف عن نفسي قبل نفسه ثم تداركت وحاولت معه حتى وافق على الحضور على مضض
في الحفل التصق خلفي كأنه لا يريد من احد رؤيته أو بالأحرى رؤية بؤسه الواضح في تقاسيم وجهه الجميل
سرني ما سألت عنه فقد كان متميزا في دراسته وكان يسر هو بسماع مديح الأساتذة
لكنه كلما شاهد احد زملائه
تحول حاله وتكدر وكأن قلبه يذكره بأنه يسعد لوحده فلا أب هناك يشاركه سروره
وما أقسى تلك اللحظات التي مررنا بها فقد مزقت فؤادي تلك النظرات الحائرة
في وجوه أباء زملائه و كأنه يرى فيها وجه أبيه الغائب
ذهبنا في يوم تسلم النتائج
فدخل المدرسة وانتظرت خارجها فعاد وعلى وجهه تعابير البؤس المعتادة فجال
بخاطري أن مستواه متدني لكن كيف ومدرسيه يمدحونه أعطاني الشهادة وهو صامت
لم أتكلم أخذت النتيجة ثم صرخت بفرحة بددت سكون الجو مبروك حبيبي ألف
مبروك
لم يتغير حاله يجلس وعينيه تنظران إلى الأسفل سألته ما بك فقال بصوت باك متحشرج
كل واحد ينجح أبوه يوعده
بهديه وأنا بابا ميت ...... آآآ ه كم كانت لحظة حزينة فعلا ليس للنجاح طعم
أن لم يشاركك فيه أبوك ثم أكمل بلهفة تصدق ياعمو إن صاحبي يبكي عشان أبوه
اشترى لعبه ما عجبته ....... ( ثم قال كلمة بلسانه لا والله إنها من قلبه
لكنها كلمة كبيرة جدا لم أدرك يوما أن هذا الصغير يملك هذا العقل والحس
فقال ):
أنا لو بابا حي حتى لو ضربني أبوسه وما أزعل منه
فازدادت لحظتي صمتا وضياعا لم اعرف ماذا اقول
وعدته بهدية على نجاحه وتفوقه فسر رغم الحزن والقهر الذي ملأ صدره
مضت الأيام واشتاق للهدية الموعودة وكنت في حيرة ماذا احضر له
لكنه ذكي اخذ يلمح لي عن
لعبة رآها عند أبناء جيرانه وأنها أعجبته تلك اللعبة لكنه رغم رغبته بها لم
يطلبني إياها صراحة ....... ففهمت
الحمد لله في تلك الأيام أنجبت أخته بنتا ففرحوا بها وبشروني فباركت لهم
وقد كنت أعددت الهدية التي
أرادها وغلفتها ثم أحضرتها له فظن أنها لأخته التي أنجبت البنت فلم يفتحها
وبعد ساعة اتصلت به وقلت ما رأيك في الهدية فقال : أهي لي قلت نعم
ولم يكن يتصور أنها ما طلبه مني إيحاءا فقال : افتحها الآن واتصل عليك
بعد قليل اتصل علي : عمو عمو
شكرا شكر واخذ يصرخ ويلقي بكلمات لا افهمها من شدة صراخه الفرح ثم اخذ
يقبل سماعة الهاتف ثم توقف حماسة وقال الآن تجيني ياعمو الآن
قلت ليش
قال الآن تجيني
قلت ليش طيب
فقال كلمة والله لهي أشهي لدي من الحياة
قال : تعال ياعمو أبغى أبوسك بوسة كبيرة
فسقطت دمعة من عيني تشرح مقدار فرحي ولم تسعني الدنيا فتبسمت وقلت حسنا آتيك في وقت لاحق فقال : بس البوسة دين فضحكت
ثم حمدت الله وشكرته ودعوت للمؤسسة بخير كونها سببا لهذه النعمة العظيمة شرف الرعاية بأيتام مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[/center]
-----------------------------
[img]data:image/png;base64,iVBORw0KGgoAAAANSUhEUgAAAYIAAAB8CAIAAADrdyADAAAgAElEQVR4nO19709T6br2+jIkDsFGCEKZ4AmFrQVsClNhBP1Eoi12CocyjXFz8jKexHnBprWpJMh5v5wYpTsyFggRYozZMZt0OO6w2HAyGWM8fjFOdBtbhtcvM5m8ycm4zwkxObP/hPfDxbq8+6zCoPKjwLqzYmpZlK7nx/Vc93Xfz/1ommWWWWaZZZZZZplllllmmWWWWbarLXkl/N6/+9PPr/WF2Q38MpZZZtletLH9+34Yv7meO5OTIwSd8GCfraGoNOBobKpWbtMXZsODfe6OendHffu5U1PTE/rCrIVWlllm2ao2tn/f+JHSte95NTcD0HF31A8k4qUBR2nAcdBbXvllZWNT9dDEsKZp+sJsa2+bM2B3d9Q3hmsbw7X+yy53R3042v3jL0tb8iiWWWbZDrQfxm/qxYX6Ueca99ydny5rqTroLQf6lAYctoaig95yZ8B+dthnaygqa6kqa6lyBuyN4dr2SxX9Nz39Nz3BhMsZsF8bHdqyZ7HMMstW7DdX/h9/WVpcymzNl/lNixUWpMuK9OJC5f3xOym8WFzKgAcd9JYDifDf0oCj8nx1Y7iWP/Vfdn2d8n2d8jWGa9195e6O+uTkyJY/kGWWWaZpmqaFfK6p6YnVfvrql4VgwnV22BeOdiuKyY+/LD1OP938L6hpmvZqbmZs/750WZEZhlp729rPndI0TV+YBfHhZWso4jvAIPw3mHBFkl5nwA5O5L/scgbsW/MglllmWQ67ecvvv+zyX3YBbvg653Xi6uGBRBz8aOzfBhrDtZBaNtX0o04AEDBIwtDzZw/oeZW1VOWEIdCf0oBD07TSgKMxXOvuqLc1FFWer3b3leO5LE3aMsu22dovVQQTLv9lV2O4Flhjayg6O+wLJlztlyo4V/HfYMLVGK49cfUwlN3K89Wb5878mnmhFxculxctl7/FIAlD/ssuQIxCf/AOsIk/KmupolRUGnAEEy6oQubwmWWWWbYNBnzBBVcFAgresTUU4UX/TY8zYAdUragqfeUKJ5qantiQYNPryZvpshUAUmBoPvg57nEG7FIGUnBH0zRSJPyUETT4YsGEy91XvoZPaplllm2d/df/PETYqPt6JRiQM2C3NRQBbiQSAaHwuvLLStAoOGv4KP9l19lh3wd+H/2okyRIumN6caGUhxT/S4pBEobMFwWjYH/nB35VyyyzbMPsh//8Y/ulij9MNf9hqhl41BiuBRjZGorcHfXOgB2otDKBE64TVw8DvMAsAEDBhOtD5vYP4zeBO2RA6bKisf37JAyly4rmg5//mnlhhiGwIWCQGX1KA46yliqoQngQkKP8iQZaZtlet+f/dwKwcmO6BWAEwUiCEXwxW0MRkKixqRoKCyWkE1cPn7h6WNO0V3MzM7eS7/QFlhfmAEBSDwIMAX1kvOzHP0/RIwPr0Uz0h+9ALQKSAjErv6x0d9SXBhytvW2b0ZiWWWbZe9rXKR8y+uCagTVAipZgRBhyBuzxyApgyQufNldTSh1nPTZ+pFRikOKLgRPRTYsVFkgqpGVjkGZiQyA+Zoq0Gc1o2e43K9t1U637eiVcsxvTLTemW9ovVUhI4rTHTggyI/9ll62hKORzBROu1t42SEWpwa6Mo0Q/6vw18+I3/+6vmRcgOwoMEX2QvshrbP++nLoPXDMtl1MGMGrtbSM/evTk4aY3qGWG7baZaymLm2eImnVfr4Rc3X6pAvutEJaSUxr5x4AkbNFyBuzw49wd9T/9/BpCz3J5UcZRohcXvnTWYDfGfPDz5YU55e/OBz8H3Ehlemz/PqCPpEJAK7240FNnX4P+SFQiG6o8X40v7AzYy1qqoApZeUNbYItLmYFE/MPDF9tjiP4uLmWmpifODvuujQ4tLmXuzk8zNGPZhtjd+ekff1mCe0V5KPav/wAlBWzIGbBL7wzzGf+CKEG9bgzXhnyuYH8nYch8ZRwlo58ekSyJuo8ZhghGdNNwT/Djj8xKkKZpDQcKGg4UKBjU2tuGXGqG6sHv3B31SAeXeQYWMH24ceYmJ0eC/Z2N4Vp9YXbHzFxlBDx68nBoYjg82DeQiN/R7w0k4u6O+vBgX+WXlR9SfcYyxV79soDQO5wyqtS4JBKBFlGIaWyqplS84ql11IM9XQ8dI6DkBKOx/fv0o87Xkze1bBhiYF4vLgx+/FHw449IhYBHEoaoTwN9AFuEIYhZJ64e9l92NRwogKAOGAJxw4Uv3Nrb5u6oD/lc1haz97A1Zm5rb1uwvxMtDOcd0J+PMcq789OPnjy8NjqEHZUcCsnJkfBgX7C/E8/AhDR3R/3zZw+29zvvMvs65XP3lcMRw3QFNrn7ygE9kgpJV8hTZ4eLBJACWkkKo8S/FAEo4/0sp9sFGJKRMum4AaGAO2P7983VlErZiDwI/E7TNGRgclc9LyYcQOTCJjXL1m9rzNxgf6c5MuAM2NvPnRpIxJVtidsg1SUnRx6nnzKH9XH6KeCmtbft2ujQQCJ+bXQoPNiHwlTB/s6BRBxUCOIiBn1rb5vFnzfc/iV1Ckh04uphr7dirqZULy6MFRZ46uzOgB2IA3SQuTz0oRoOFDQ2VUsYGtu/T7pj8lcUKVpG6PHmysb6o85YYQF/UX4CPvZNVTHfaThQoBmBM3dHff9NT1lLFXILlAtw6e6oZ4wvHO3e7ubPd1v/zA32dwb7O1fLIGVTJydHiF+Pnjy8Oz+9pc+Dbxzs73z05OHj9NOD3vLU/duohndHv4eFt7W3bWhieGp6AjX0uPbaGorAj8LR7q3+3rvUpDgy9m8DdFtGPz2ScZRgnlOaWeMC0ICkSBbDn47t38dPI6wAZRgUw+sVbDrkaDhQICmSVJHkH4WjJ+P3rb1tINHEHZuRRc0d9t3XKyNJr7uvfLeFcjbN1jlzV8MgrhADiXh4sA/gBd8tPNgHmMMfmpqeAMxt5Ld//uwBvcGp6QlwtmB/J/hOWUuVu6MePmRZS1VycgQqA6VQfHVPnZ3DqLW3LTk5Ym0L2hB79OQh1jR0SvulCuxiPXH18I32MrpRcvIrorIEIzPKMGomWZIkROQ7gDB4ZLHCAjPzki/wt0C4FCrEvWYhn4sBeypZqHxGv4xjfdcXYHwPUZUzd3EpA6T4zZlrRh8Z2UTVXc7uO/o9aL6p+7cPesufP3vw6MnDYH/n0MTwpkja4G8IeCUnR4AmzENzd9TjkQCZeCo8J24AHgFl0QTB/s4tK3zzrrazSrjDvecIiyS9mKjYtPHSWWOGGMjJUlFWfqqgjPTRzBmJhBv4YtSnpTtGZy2dnV2NL6YXF8qomRJE41Ls7qiXOhEyEoL9ne3nToUH+3Z9MtH7lfRuP3cKRBJAo8xcs89lMzJd17jQF9dGhxqbqksDDghJmPKc3eAr+A6LS5mNlIPvzk/jbwT7O/GNlYdhlgpQE/8lmgKMMGHaz53KW3koz0u4P04/VToV/jyCkoChlSzqLyuj9SVSf1G4iZn+EKQkcgGJJB4RwvBfBMXMPIhUS5Imumky9CaFc82UTOTuqJcjDaoQ0sR/+vl1cnLk2ujQe7fn67/99PzZg1dzM4tLmVdzM8+fPXj9t59e/+2n9/u0zbP3K+ktEQeovTbEKNGMNZCIPhpQSRaNcgbs8NFAXzY+grm4lNEXZsPRbjId/Ov1VhB0bUa2Lp8Zz4bvGuzvvKPfCw/23dHvbfCX2yDL5xLu+EUw3qnpCVJugHtZSxWdMszSkM+VcZQo+c0SlRSeAnQgWhFEENVi9F0yKaCPjNPzZgKNAkPkQTJGpiAReRAHN3a3QvzCBWQP9nfqC7MY62gQM1KvZotLmdnE2ViPL+RzRbo8uGI9vuELJ5NXwvkTmd6Qkt5r4w6ns/TCct7PSiw5MQtzHFfq/u2NbAUkIkLfUpYmxuMRvwj5XF5vBUIzNsOxpGtW1lLV2tv26MlDKWjlleVtCfcff1kKD/bdnZ9OTo6Eo92P00+HJob1hdlHTx5CEQxHu2/e8gPv3lY4+7ISe74kGyJMKLtPJUBIKOGP5G1SjZaqkJkKSUqFX1k85JDwFyss0ExUSNM01iGiLI19cwCgb7//pqylKhztDg/2PU4/DQ/20REATANEzIgPH0FfmF1cyqTu3x6NnvY310S6PP7mmjNuO15HujzDF06ORk+/X2dtuL13Se/V/C8zuHDmrnGbu6O+samaMETOIVEM3pm+MLtZah3UUPB/OFzwvLhkgZ7JPQSeOvt//c9DpZBVeLBPrjNWCfd12uP002B/57XRIQRZw9HuqekJhC2gQQ4k4hx2r35ZuDY65O4rD/lcSqBdxtrNMKTcI10wiTj8L1UheGerfQgBi58g1SVI1DJ90TwBmCUEWRTDDOS6/dwpLL8DiTjYOlxUZaRpmvb82YMbPV8AaEI+V6zHF+nyjEZPj0ZPXw8du3i81t9c42+uwfsh30pJbyWqu1NKeq8w9PPVa2MQfgUzlyTUzIk0Y4VwBuz+5pqQzwXmodARfCBY6rXRIXL2jTHkdMMpg7qOcVAacEA8p/pFunTQWw5nDSXccRvGkOzFPVLCff11SxUqyxZA4+PLsCXxL3I3kE+MAcEuiEeaKQPJi4qydK8kgiiAReCg/Ex3TMKQvB/ow/1lBCOpmktQ04sLx4+UQl1aDZKwxSw5OQJmHezvfP7sARWK9nOnwtFuzAGsybIl9YXZ0ejpSJcHcIP1/3roWGqwK9LliXs/gUd28XgtMMhTZ/d6K5gnuUNLesuNzTkBiJ6KdHQaDhSsxozINkD5+QkQYZwB+0AijiVhs+IG1DvC0W4MAkyDg95ypA/g+0mGZmso+jr1tmz73izh7r/8DiXckahK6iQDYXjNvw42irAF4AkTlUwBOKhIzhImFOVY8hRJWKQHB5cNxEeyITIdoo+MlzEjSeYHmDFOcR6DH3/EZRl1qXFhhgwk4nDKgLyYSwe95Y1N1eCe8M4ePXn46MlDumAhn+uM2z584SRe+JtrRqOn495PQj4X8MjfXHM9dCzS5cFPLx6vjUead3RJb/lfpsujDctaqgC+/uYazlxnwA5cZuNrmmZrKPJ6K3DhTgxyxqOwQlCte5x+qi/MbrA8pBkKERgvQ/jt506hRoT8NraGojNuu8RalnBHCSsQh91dwh1+2Rol3FdznjF/gv2dwGK0NsKL2O2JFpZcGs4y1gOMMyRqwVuR+dBKlpDkIxJulCCaEuEiRkgYwn8V9OG/JFBmh06SNSVpACoSkryRCO6pszc2Vc/HI2z51t62xibV70BrNDZVA51T929DUrjR80XI5xq+cJIw5Kmzh3yui8drz7jt4EpAH4IU1Ot4pHlnlfTmQOXyydvAAUH3woN9oH4QxdAgtoYi+K3SNfPU2YcvnAQ8hXwu6RrjBTKTuQ3t2++/+fCmyG2PnjyE+43lGq7WQCKeun97IBEHJEmPUb6QWWcoqXdwz5RwhzLN8M3MrWTySjg12IX/Li5lZIQYiWTIdsXkgQbU2ttW1lIFyoOJx12p8EQAOvhu2MMBHy3df1bijkI6pAYkBWzpNEkQYQYAY/OEJO5olb4eHUD+KwmXdIQlFMrvkHGUpMuK5mpKsUPljNsuO8KMQaSE7o56f3NNY1P11PTE+J1UsL+T8200evri8drGpmpPnf2Me+XChDzjXgEmUCHwo5DP1X6p4uBOK+ktAYiY4qmzA2Xaz51KXgmHo93+5hpI8mxbAjHZUGNTNd5By3i9Fe3nTqEl45Hm9nOnsB0EiyiEy83VfH/6+bWmaY+ePNQXZpEF8zj9dCARl7sozW20Wgl3UJ7dV8Idk6TyfHX7uVPPnz1ITo6EfC54y8krYYSE8SdmbiWHL5ycuZXEAgIYOugthwwHKElOjmCRBwzJtY5TTnmfIHVtdChdVsStGIocQx9K8aoUeUiiA5kRtmuM7d+HXfL0vKSjR49MUaZ1EcU3YxC/XsZR8t+HHCh7NFdTqh915mxtZSWAX4bJdsZtj/X4sEz6m2tAqYBHWPyJRJx7IZ8Lfhk/wd9cAxhaKaRrxEB3SknvxqbqSJcH2waJxSGfS3qpwxdOknLGvZ+A+/ATANNolpDPhQv3QOxPTo4kJ0cQhdxEYSinwVNrP3fqoLecTgEZkEyXOugtN5dwP3H18C4r4U70AYkDOcLqGunyJK+EU/dvYxzc6Pni2++/mbmVRO/GenzhaDf8amAK9+wAieBfmMmX9M5sRhYs2BDFu2fxzxQ2RLgxy9ISrYgXfMGNHYAhOmLUp9PZQTfCnFlsklF85Vvh5je/c2QcJS+dNbHCgldzM+tMrsOsw1oN5wsNXtZSxWkGFwOOiafOfvF4LbgAImW8gFCApx1X0psD0tZQBMjweivAX/BEYEBoBLwDpuOps18PHYOLamsookeM3yUuo3mhK+E1nnqrA9/I1EBYDu4AM4YwT2QYD9cuLuEOAHobGgvXrtQ2NMY0tMBYjw+9jkGAwE3I50rdv41gM0Kh+Lt0sjCvpEZuy849Q5DIHBmBm3xtdGjM2HIh0Yd1gsy4LMFIVv/g7+pGohALd+TkTboRp1cwTm6FlZ8sYQh7X38Yv7meDGDzehCOdoP4oJ0lBnnq7KPR06nBLrz2N9fMJs6ORk/HenwEI7xPGLLtqJLeWvZWmMamajzU9dAxUBiwGzinbAQ2FImSbDGsl2yc4QsnU4NdwxdOXg8dQyttczUxbnJzBuzwJ9FGjGLYGoqoXOypEu5kv+T57FFk61IE/W7sq3C0mxkr8kOUomU5L4i1yjtMZx+/k3oRj0iulzOEb36tG7lC0sOSio/MnAaUYDv+S2cNG1Nuc5XkyHzBeUQNkDdVxRlHyau5GcTm1w9AKFpiMwoqMTOI7Ibvfzf2FT2R2cTZ78a+QlI1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى