من قتل الحسين رضي الله عنه/ ومذهب أهل السنة والجماعة ( الجزء الاول)
الإثنين أكتوبر 31, 2011 4:18 pm
يوم "عاشوراء" ـ العاشر من شهر محرم في كل عام هجري..
سن الحبيب صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم الفضيل صيامه.. و أرشد كعادته إلى مخالفة أقوام الضلال(بنو إسرائيل ) في صيامهم ـ فأمر بصوم يوم قبله أ و يوم بعده يوم بقوله (خالفوا اليهود صوموا قبله يوم أو بعده يوم)
حيث أن نبي الله موسى صامه بعد أن أضفره الله ونصره على عدوه , ولأن الحبيب و أمته هم أولى بموسى من بنو إسرائيل كما ذكر..
لأجل ذلك كان صيام يوم عاشوراء في مذهب أهل السنة والجماعة سنة نتبع فيه عمل أولي العزم من الرسل عليهم السلام..
ومع ما تفرد به هذا اليوم من الأجر والمثوبة .. ومضاعفة الدرجات , وحط الخطايا والسيئات..
إلى أنه عند أهل السنة والجماعة لا يزيدون فيه عن الصيام والصدقة والصلاة والأذكار بشتى أنواعها بداية من قراءة القرآن منتهين إلى أي نوع من أنواع الذكر الشرعي ..
أما فرقة المخالفين (الشيعة الإثنا عشر) فهم لا جديد ..بل كالعادة..في هذا اليوم..يبدؤون بمخالفات وينتهون بمثلها..
يوم عاشوراء...وما أدراك ما يوم عاشوراء ؟!
هو يوم باقي في ذاكرة فرقة الروافض..ليس فخرا وسؤدد ونصر..بل هو فضيحة وخذلان مبين !
كيف لا وهو يوم سالت فيه دماء الطهر والعفاف والنبل على أرض كربلاء..
كيف لا وهو يوم تساقطت أشلاء شباب آل بيت المصطفى فيه..
كيف لا وهو يوم دموي رفعت السيوف في وجوه عترة المصطفى..
كيف لا وهو يوم صام فيه الحسين رضي الله عنه وأفطر مع جده وأبوه بعد أن استشهد بأيدي البغاة..
كيف لا وهو يوم من أيام حزن الأمة ووجعها على مقتل بقية آل الطهر (آل بيت النبوة)..
كيف لا وهو يوم قتل وسبي وألم داخل قلعة آل للبيت..
كيف لا وهو يوم بكت فيه حفيدات الحبيب حزنا وألما على ذبح الأخوة, والأولاد, والأزواج..
وصدق الحسين رضي الله عنه حين قال عنها هي أرض (كرب ـ وبلاء ) نعم أيها الأمير الحبيب قلت وما أخطأ ظنك أبدا ..لأنها كانت عليك وعلى أهلك وأبنائك وإخوانك ومن معك
كرب ـ وبلاء..
أهل الكوفة ـ هم الجناة الحقيقيون الذين سجلوا أسمائهم فردا فردا في صفحة تاريخ أمة الحبيب بأنهم بإسلامهم التمثيلي المزيف الضعيف , و بسيوفهم النجسة , قاموا بغرسها في الأجساد الطاهرة..كجريمة لم يشهد لها التاريخ مثيل..
فتباً وبعدً ً لهم ..
واليوم...تشهد تلك الأرض..من أحفاد أولئك القتلة والسفاحين..إعادة لسيناريو الماضي ولكن بدعوى الحزن على الأئمة..
وكأن من قتلهم ليسوا أجدادهم...وهم فعلا لا يؤمنون بتلطخ أيدي أجدادهم القدامى في هذه الجريمة العظمى .. بل كالعادة ـ يرمون عملهم على أهل السنة..ويغضون الطرف عن أجدادهم الجناة الأصليون .
وبالرغم من أن المفترض على أي إنسان إذا أخطأ في حق أحد أي كان أن يأسى ويتألم ويندم على الماضي ويحاول أن يقدم أي شيء حتى لو كان بسيط لأجل أن يكفر عن عمله..
أما هؤلاء الرجعيين لهم نظرية أخرى..
الكل يعرفها ..
فما إن يحل يوم العاشر من محرم كل عام وتبدأ مظاهر غريبة..لا يفعلها في العالم بأسره إلى هم المتفردون به..
أفعال مشينة , لا يتخيلها عقل المرء . ولا يدركها تصور عاقل..
هي أقرب مسمى بـ (مصاصي الدماء)..!!
في الشوارع , والساحات , والأحياء , والحسينيات , والأزقة ,والمنازل بات مصاصو دماء على هيئات بشرية بتمثيل أدوار أفلام هوليود الخيالية على أرض الواقع..
سيوف وخناجر وفؤوس وسواطير وسكاكين وقطع معدنية حادة النهاية ..
يقوم سفاحون بضرب أنفسهم بها ..أو بعضهم ببعض حتى تسيل الدماء على الوجوه والرؤوس والظهور والأيدي والصدور..
في مشاهد أقرب للخيال منها للحقيقة..
يتقزز من منظرهم الإنسان, ويرعب من أجسادهم الأطفال , ويحمد الله العاقلون على ثباتهم و صفاء دينهم ونبذ البدع والخرافات التي يراها من هؤلاء!!
والله إنه ما إن يشاهد أحد من المسلمين .. صور ما يفعلونه في أنفسهم في شاشات التلفاز إلى أنه يكرر (الحمد لله على نعمة العقل.. أو يدعوا بـ : اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك )
لأن المرء يخشى دوما على دينه من الفتنة بشيء ما
أقول وقول ربي خير وأبقى..
بنو رفض استغلهم الشيطان خير استغلال بفعلهم المخزي هذا لم يتركوا أدنى شكـ لأعداء الإسلام أن يُنعت هذا الدين بدين الإرهاب والتطرف .. وإذا نظرنا إلى الموضوع نظرة شفافية وصراحة..أقول لا يلامون في أن يصفون بهذا الوصف لا سيما أن الذي يجهل براءة الإسلام والمسلمين من هؤلاء الجزارين..ليظن أن هذه الأعمال داخلة في الإسلام ومن عقائده المفروضة على كل مسلم.
ولا يعلمون أن هذه الشرذمة المريضة محسوبة على الإسلام وأهله , والمسلمون في كل بقاع الأرض بريئون منهم ومن أفعالهم المثيرة للرعب , ولن يحصلوا من وراء ضرب أنفسهم وعويلهم وصراخهم ونحيبهم إلى الخزي في الدنيا والآخرة ,
قال تعالى :
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} (23) سورة الفرقان
وهم أبعد عن سنة المصطفى وهديه في هذا اليوم الفضيل (عاشوراء)..
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه. وعنه أيضاً قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: بصوم يوم عاشوراء العاشر.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا يوم التاسع. قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية لئن بقيت إلى قابل لأصومنّ التاسع(2). وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوماً وبعده يوماً
ففي الحديث الصحيح عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه قال: ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا الدهر كله، وصيام عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده، وصيام عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان..
وهم لا يصومون هذا اليوم أبدا..بفتوى ملصقة على الأئمة..
وأنا في هذا الكتاب ـ أوجه خطاب في أسطر معدودة إلى غير المسلمين ..
فأقول وقول الله خير وأبقى :
((الإسلام قاطبة بعقائده وتشريعاته ومنهجه وكل ما به, والمسلمون والمسلمات على اختلاف ألوانهم وصورهم وبلدانهم ولغاتهم بريئون كل البراءة من كل ما يفعله قتلة الأجساد الطاهرة (بنو رفض) في أي مكان على الأرض..وعملهم لا علاقة للإسلام وأهله به , فهم مبتدعون محدثون أبتدعوا وأحدثوا في الإسلام ما لم يأذن به الله وما لم يأتي به الحبيب أو صحابته أو أتباعهم في كل زمان ومكان..لذا هذا نداء على كل أحد من غير المسلمين أن لا يعمموا نظرتهم للإسلام بهؤلاء..وأن لا يظنوا أن كل المسلمين على مثل حالهم .. بل الإسلام والمسلمون دين حب وسلام وتراحم وتعاطف وتلاطف ومودة جاء لحفظ كرامة الإنسان المسلم , وإنتشاله من براثين الجهل والتخلف والعبودية لغير الله تعالى , جعله فردا فعالا في مجتمعه ودينه وصقل أخلاق وسلوكيات ومنهج الضلال والإنحراف , وزرع نبتة الحضارة والتقدم والسلام ـ ولا أحد يجهل ذلك عن هذا الدين , سواء من المنسبين له أو غيرهم, ولكن بعمل قوم التخلف والشذوذ الفكري والمنهجي ـ أعني بنوا رفض ـ لا نريد أن تحكموا علينا أيها الغربيون أو غيرهم أننا كلنا نحمل فكرهم وعملهم المشين , لا وألف لا , بل نحن قوم عزنا بديننا السليم الخالي من إفرازات فرقة الضلال والرفض ـ منهجنا سليم كامل متكامل متجانس يكمل بعضه البعض , ونحن فخورين يبإتباعنا هذا الدين بل ونحمد ربنا ليل نهار أن خلقنا مسلمون متبعون نهج النبوة والصحب وآل للبيت الأطهار . لأجل هذا فليكن عندكم عدل في نظرتكم لنا , ولا تحملونا مسؤولية قومن نحن في الأصل بريئون منهم قبل أن نكون بريئون من عملهم..ولا تظلمونا وتظلموا ديننا الخالد بأن تعلقوهم بنا أو تعلقونا بهم))
والله ولي التوفيق.
عرف عن الشيعة أنهم شعب ميال إلى الحكاوي والقصص..وهذا لا بأس به فالكثير منا له ميول قصصي..
ولكن نوعية القصص والحكاوي التي دائما ما يقرءونها في كتبهم تنضح بالأكاذيب والخزعبلات والتلاعب الفظيع بالأحداث التاريخية والزيادة والنقص في سرد الماضي..لذا هم أول الناس وأشدهم ظلما لتاريخ الأمة..
فما هي الأسباب التي أدت بهم إلى بناء تاريخ قواعده كله من كذب ودجل وافتراءات على كل من كان في طريقهم؟
الأسباب في ذلك كثيرة منها :
خوفهم من تكشف حقيقتهم التي لا يريدون أحدا سواء أتباعهم أو أعدائهم الذين هم بحد زعمهم أهل السنة والجماعة..لذا كان من الضروري تغيير الوقائع التاريخية وإعادة كتابتها من جديد بحسب المصالح والأهواء , كي يتسنى لهم تبرئة من يشاءون تبرئته , وتحميل من يشاءون تحميله ما لم يعمله أو يقله.
لو فرضا جاءوا بالتاريخ الصحيح كما هو بدون زيادة أو نقصان في أي شيء , واتبعوا علماء نهج علماء ورجال التاريخ عند أهل السنة والجماعة في حرصهم على نقل تاريخ الأمة نقلا صحيحا سليما كما تواتر من مصادره الصحيحة خاليا من الزيادة والنقص فيعني هذا هدم كامل لفرقة الإثنا عشر بأسرها , لآن كل التواريخ جاءت مخالفة ومعارضة لهم وفاضحة لما لهم وبهم وعليهم..لأجل ذلك كما أسلفت لم يكن الحل أماهم إلى التلاعب بتاريخ الأمة حفاظا على بقاء فرقتهم.
من الأسباب أيضا عدائهم لصحابة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه وآله , ورضي الله عنهم وأرضاهم..فعقيدتهم فيهم الكفر والبغض والإلحاد .. وتاريخ الأمة يخالف نهج الروافض في الصحب رضي الله عنهم سواء ( منزلتهم عند الله وفي كتابه , أو مذهب أهل السنة والجماعة في الصحابة , أو حب النبي وآل بيته لهم , أو ما قدموه من خدمات لا حصر لها للإسلام والمسلمين ونقل هذا الدين متوترا إلينا , وغير ذلك) لأجل ما هم علي من فضل ومكانة تخالف ما يقوله القوم فيهم ـ لابد أيضا ـ من التلاعب من جديد في التاريخ..وخلق جنين تاريخ آخر جديد نطفته أكاذيب وأباطيل وأقوال وأفعال منسوبة لهم سواء منهم أنفسهم رضي الله عنهم أو من آل أئمة آل للبيت على الصحابة وهم منها براء..كي يتسنى لأتباعهم من عامة القوم تصديقهم.
كذالك من وجهة نظري أن من أسباب تلاعبهم الطويل الغير منقطع في تاريخ الأمة أنه لو نقلوا تاريخ الأمة قولا وفعلا كما جاء فإن ذلك فيه خسارة لهم ولمصالحهم ولأهوائهم ..
يعني على سبيل المثال الميراث , الخمس , التقية , الأنكحة الباطلة ومنها المتعة واللواط وقتل السني وأخذ ماله
وغيرها من مصالحهم التي أجازوها لأنفسهم وكان دليل جوازها أقوال الأئمة من آل للبيت وهم منها براء..لذا لو نقلوا تاريخ أقوالهم رضي الله عنهم ـ أعني الأئمة ـ صحيحة وكاملة فهذا مما يدل على خراب مصالحهم .
وغير ذلك من أسبابهم التي أجازوها لأنفسهم في تغيير التاريخ الإسلامي..والتلاعب والتنافس فيما بينهم بالكذب والتكذيب فيه.
ولعل قصة استشهاد الجسد الطاهر , والنطفة الطيبة الحسين ابن علي وأناس كثيرة من آل بيت المصطفى هي أكبر شاهد على ما قلت..
حيث أن فرقة الإثنا عشر ممثلة بعلمائها الضالين المضلين قد جاءوا بتاريخ مغاير لقصة الشهادة المقدسة له رضي الله عنه..وكتبوا دراما تفوح منها رائحة الإلحاد والغلو والنفاق وتحميل الأبرياء مسؤولية ما حدث , وابعاد أساس المتهمين عن دائرة مسرح الإتهم !!
ولكن دائما وأبدا يقيض الله للأمة من يجلي الظلام عن البصائر..فهاهم علماء الأمة ورجلا تاريخها ومفكريها ينقلون لنا الأحداث التاريخية لتلك الوقعة المؤلمة المحزنة على الأمة نقلا صحيحا سليما كاملا بعيد عن التطرف والظلم ..بل يوضحوا لنا مذهب أهل السنة والجماعة بكل شفافية ووضح بعيدا عن الإنحيازية والتهميش وغض الطرف عن الأخطاء.
وسأذكر في هذه الأسطر القصة الخالدة على لسان الحقيقة الواضح المنير بلسان مشايخنا الأفاضل الذين نقلوا لنا ما حدث في ذاك الزمان.
قصة استشهاد ريحانة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وآله..ورضي الله عن الحسين..من القصص التي لا يمكن لمسلم أن ينساها أو أن يتجاهلها..لا سيما أن الشهيد ليس رجلا عاديا من بقية القوم إنما هو بضعة النبوة..
وفي كتب أهل السنة ذكر لقصة استشهاد الحسين ابن علي صحيحة مؤصلة , لا زيادة ولا نقصان ولا أكاذيب ولا مبالغات , بل ذكرها السابقون والحاضرون بكل شفافية ومصداقية منزهة من كل العوالق الجرثومية التي ألصقها بها بنوا رفض عليهم من الله ما يستحقون.
ونحن والذي نفس محمد بيده بذكرنا هذه القصة صحيحة إن شاء الله..لتتفطر أكبادنا حزنا وتدمي قلوبنا ألما على ما حدث له رضي الله عنه , ونتحسب على كل من ناله ونال جسده الطيب بسيفه وبلسانه..
ولا نعبث ولن نكترث بكل دعاوى ومعمعة شيوخ هذه الفرقة الناقصين الذين حينما لم يجدوا حلاً للخروج من مأزق وعار خذلانهم وخيانتهم للحسين رضي الله عنه , ما كان أمامهم إلى أن ألصقوا عارهم بأهل السنة ـ فأدعوا ظلما وزورا أن أهل السنة هم ظلمة آل للبيت وقتلتهم ..
فتبا لتاريخهم النجس الذي لعب لعبته القذرة العفنة بطي صفحات التاريخ الصحيح..لكنه لم يفلح في خديعته ولم ينجوا من خطيئته..
بل ونعلنها قسما بالله وتا الله وبالله ـ أن الأجساد الطاهرة تناثرت في أرض كربلاء على أيدي شيعة الخيانة والرذيلة , شيعة الغرور والهزيمة , شيعة الحقد والضغينة , شيعة القبح والفضيحة.
نعم أنتم يا مدعي حب الحسين وحب آل للبيت من قصمت أيديكم ظهور أجساد ورثة الجنة وليس أهل السنة أعلنتم ذلك أم كتمتموه ,,صرحتم بذالك أم أخفيتموه
سيبقى عار آباء الماضي معلق بوجه أبناء الحاضر
نعم /رضي الراضي , ورسخط الساخط ..
لا إله إلا الله ـ تبرأنا منهم ومن عملهم إلى يوم الدين..
أقول وقول الله خير وأبقى ::
بعدما قتل علي رضي الله عنه على يد عبد الرحمن بن الملجم المرادي وكلنا يعلم أن هذا الخبيث خارجي ممن نافق الإمام علي , كما يفعله اليوم أتباعه.. بايع أهل الكوفة الحسن ابن علي
و عند ذلك خرج الحسن بعد البيع من الكوفة إلى الشام لأنهم إلى الآن لم ينزلوا على طاعة الخليفة علي والحسن...وعندما خرج وكان في نيته الصلح ولم يحب القتال وكان معارضا لخروج علي رضي الله عنه لقتاله الشام وكان من قيس ابن سعد ابن عباده...
لما سار الحسن إلى معاوية ..أرى كتيبة لا تولي حتى....قال معاوية
الصلح...
التقى معاوية بالحسن وتنازل الحسن لمعاوية للخلافه فصار عام الجماعة
ملاحظة ولقد قيل أن عام الجماعة بمثابة العلقم في حناجر الخوارج ، لأنهم لم يريدوا أبدا أن تهدأ الأمة وأن تنعم بالحب والسلام والإجتماع ,,بل على النقيض كانوا يريدون أن يكملوا سيرة الفتن والحروب فيما بين المسلمين .. خاصة أن الأمة لا تزال متألمة من الفتنة التي حلت في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب ومن ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم جميعا..لذا كان هذا العام بمثابة اليد المباركة التي مسحت على جسد الأمة المريض في ذاك الوقت..وفعلا هدأت المشكلات , بل تحولت إلى فتوحات ونصر وخير للأمة ولله الحمد والمنة)
هنا..انتقل الأمر من الخلافة إلى الملك..
تولى معاوية 20 سنة حتى سنة 60 ولم تكن مشكلات بل فتوحات..خلالها توفي الحسن ..ولم يأتي شيء بسند صحيح عن سبب موته 49""فرضي الله عنه وأرضاه..وجمعنا به في جنة الخلد.
أمر الناس بمبايعة ابنه يزيد بعد موته ـ
موقف اهل السنة..فهم مقرون على البيعة تلك ـ لكنهم عابوها لأمرين :
1/ بدعة جديدة ـ حيث جعلها في ولده فكانها صارت وراثه بعد أن كانت شورى ـ من أهل بيته فأهل السنة في موقفهم أنهم رفضوا المبدأ فقط بغض النظر عن الشخص.
2/ عدم أهلية يزيد للخلافة وأنه كان هناك من هو أولى منه بها كابن عمر والحسين وغيرهم.
أما الشيعة
يرون أن الإمامة في علي وأبناءه فقط فلا يعيبون بيعة يزيد ذاتها بل يعيبون كل البيعات بغض النظر عن المبايع فهم يعيبون خلافة أبو بكر وعمر وعثمان..لأنهم لا يرون أحدا أحق بالإمامة إلى علي وأبناءه أما غيرهم فلا.. رضوان الله على الجميع...
..وهذا من معمعتهم الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع..
نلاحظ أنه كانت هناك أسباب لخروج الحسين ابن علي رضي الله عنه ..
منها مشيئة الله النافذة وإرادته التي لا راد لها مهما كانت الأسباب أو الشخصيات ..فما كان حاصل وما لم يكن لن يحصل مهما كان..فسبحانه الله .
كذلك..اعتقاد الحسين من تولية معاوية لإبنه يزيد بالخلافة .. مخالفة أمر المسلمين بأن تكون الخلافة شوى بين المسلمين لا وراثة..لأجل هذا كان ذلك الأمر يعد مخالفة لما عليه المسلمين..
ومع ذلك فإنه لم يهتم بالخروج على معاوية، نظراً لمبايعته له بالخلافة، فظل على عهده والتزامه(1). ولكن بعد وفاة معاوية تغير الموقف، فالحسين لم يعد في عنقه بيعة توجب عليه السمع والطاعة، ويدل على ذلك محاولة والي المدينة الوليد بن عتبة أخذ البيعة من الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وخروجهما بعد ذلك إلى مكة دون أن يأخذ بيعتهما
إن موقف الحسين وفتواه ضد الحكم الأموي مرت بمرحلتين:
الأولى: مرحلة عدم البيعة ليزيد، وذهابه إلى مكة، وهذه المرحلة أسس فيها الحسين موقفه السياسي من حكم يزيد، بناء على نظرته الشرعية لحكم بني أمية، فهو يرى عدم جواز البيعة ليزيد، وذلك لسببين، فعلى الصعيد الشخصي فإن يزيد لا يصلح خليفة للمسلمين نظراً لانعدام توفر شرط العدالة فيه(1)، كما أن الحسين أفضل وأحق منه بمنصب الخلافة، فهو أكثر منه علماً، وصلاحاً وكفاءة وأكثر قبولاً لدى الناس من يزيد، أما الصعيد السياسي فلانعدام شرط الشورى، والاستئثار بالسلطة للحكم الأموي، والذي يخالف المنهج الإسلامي في الحكم. ولم يغب عن الحسين رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية(2)، ولكن فهمه لهذاالحديث أنه في حق من كان صالحاً للخلافة وأهلاً لها وكان عن شورى المسلمين(3). وعدم مبايعة الحسين ليزيد كانت تعني عدم إعطاء الشرعية للحكم الأموي وهو أمر كان الأمويين يحرصون عليه أشد الحرص وقد كتب يزيد إلى واليه في المدينة بأخذ البيعة من الحسين وابن عمر وابن الزبير، وأن يأخذهم بالشدة حتى يبايعوا(4)، وفي نفس الوقت فإن عدم البيعة يسهل له حرية العمل السياسي واتخاذ القرار الذي يراه مناسباً لمقاومة الحكم الأموي.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة العمل على مقاومة الحكم الأموي وطرح نفسه بديلاً للسلطة الأموية في دمشق، وهو ما يعبر عنها الفقهاء بالخروج على الإمام. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الحسين قد مكث في مكة بضعة أشهر قبل خروجه إلى العراق فقد قدم إلى مكة في الثالث من شعبان سنة 60هـ للهجرة، وخرج إلى العراق في الثامن من ذي الحجة من نفس السنة(1). وفي هذه الفترة كان رضي الله عنه يراسل أهل العراق، وتقدم إليه الوفود، حتى رأى أنه لابد من مقاومة الظلم وإزالة المنكر وأن هذا أمر واجب عليه، وكانت شيعته بالعراق على اتصال به وتمت بينهم مراسلات(2)، وقد وصل الحسين بن علي إلى قناعة راسخة وبنى قراره السياسي على فتوى اقتنع بها في مقاومته للحكم الأموي، فهو يرى أن بني أمية لم يلتزموا حدود الله في الحكم، وخالفوا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وبنى الحسين رضي الله عنه فتواه بتسلسل منطقي شرعي، فاستبداد بني أمية، والشك في كفاءة وعدالة يزيد، توجب عدم البيعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على علماء الأمة، ومن أكبر المنكر حكم بني أمية واستبدادهم، وبما أن الحسين ليس في عنقه بيعة، وهو أحد علماء الأمة وسادتها، فهو أحق الناس بتغيير هذا المنكر، وعلى ذلك فليس موقفه خروجاً على الإمام، بل هو تغيير المنكر، ومقاومة للباطل، وإعادة الحكم إلى مساره الإسلامي الصحيح(3)، ومما يدل على حرص الحسين رضي الله عنه على أن تكون فتواه وتحركاته السياسية في مقاومته للحكم الأموي متماشية مع تعاليم الإسلام وقواعده، امتناعه عن البقاء في مكة عندما عزم على مقاومة يزيد حتى لا تستحل حرمتها وتكون مسرحاً للقتال وسفك الدماء، فيقول لابن عباس: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن أقتل بمكة وتستحل بي
ذكر ابن كثير الفسق الذي نسب ليزيد لم يثبت عنه بسند صحيح..فالعلم عند الله في حالته وهذا لا يعنينا بل أمره إلى الله
بويع يزيد بن معاوية أميرا للمؤمنين عام 60من الهجرة النبوية.
ولم يبايع الحسين وعبد الله ابن الزبير...وخرجا إلى مكة..فبلغ ذلك أهل العراق وكانوا هم أيضا لا يريدون بيعة يزيد..فحين ذلك أرسلوا الكتب إلى الحسين وكلها فيها :
أننا بايعناك ولا نريد يزيد بل أنت وليس في عنقنا بيعة يزيد بل بيعتك أنت...
بعد توافد الرسائل من زعماء الكوفة على الحسين رضي الله عنه والتي تطلب منه المسارعة في القدوم إليهم، ولما كان العدد مشجعاً أراد أن يطلع على حقيقة الأمر، فبعث ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليستجلي له حقيقة الخبر، ثم يكتب إليه بواقع الحال، فإن كان ما يقولون حقاً قدم عليهم(1)، خرج مسلم بن عقيل بصحبة عبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي، وقيس بن مسهر الصيداوي، وعمارة بن عبيد السلولي فلما وصل مسلم المدينة أخذ معه دليلين، وفي الطريق إلى الكوفة تاهوا في البرية ومات أحد الدليلين عطشاً، وكتب مسلم إلى الحسين يستعفيه، وذلك بسبب إحساسه النفسي لمدى الصعوبات التي تنتظره في الكوفة، ولكن الحسين رفض طلبه، وأمره بمواصلة المسير نحو الكوفة.. ولما وصل مسلم بن عقيل إلى الكوفة نزل عند المختار بن أبي عبيد(3) في أول قدومه فلما جاء ابن زياد وتولى إمارة الكوفة، وأخذ يشدد على الناس انتقل مسلم عند هانيء بن عروة وذلك خشية انكشاف أمره ثم لمكانة هانيء وأهميته ..
ولما بدا الشك يساور ابن زياد من هانيء بن عروة خشي مسلم بن عقيل على نفسه، وانتقل أخيراً ولفترة قصيرة جداً عند مسلم بن عوسجة الأسدي أحد دعاة الشيعة(4)، ولما بلغ أهل الكوفة قدوم مسلم بن عقيل قدموا إليه فبايعه اثنا عشر ألف(5)، وتمت تلك المبايعة بصورة سرية مع تحرص شديد، ولما تأكد لمسلم بن عقيل رغبة أهل الكوفة في الحسين وقدومه إليهم كتب إلى الحسين أما بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله إن جميع أهل الكوفة معك فأقبل حين تنظر في كتابي
..وصار كل ما في الأمر هو انتظار متى سيأتي الحسين رضي الله عنه إلى الكوفة
، وهنا تأكد للحسين صدق نوايا أهل الكوفة وأنه ليس عليهم إمام كما ذكروا من قبل(1)، فلا بد في هذه الحالة أن يفي لهم بما وعدهم به، حين كتب إلى أهل الكوفة: وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي، وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم، فإذا كتب إلي أنه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأته في كتبكم، أقدم عليكم إن شاء الله، فلما وصل إلى الحسن بن علي كتاب مسلم بن عقيل والذي طلب منه القدوم إلى الكوفة وأن الأمر مهيأ لقدومه تجهز الحسين بن علي وعزم على المضي إلى الكوفى بأهله وخاصته
بلغ الأمر أمير الكوفة النعمان ابن بشير..فترك الأمر ولم يعبأ به لأنه كان واضحا مراقبة الله في سيايته...حتى خرج الناس الذين عنده وأخبروا يزيد بذلك..في الشام
ولم تعجب يزيد سياسة النعمان فعزله من ولاية الكوفة وعين بدله عبيد الله بن زياد وكتب إليه: إن شيعتي من أهل الكوفة كتبوا إليّ يخبروني أن ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع ليشق عصا المسلمين فسر حين تقرأ كتابي هذا حتى تأتي أهل الكوفة فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة، حتى تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه والسلام.
وغادر ابن زياد البصرة بعد أن اتخذ عدة إحتياطات خوفاً من حدوث إضطرابات وأناب عنه أخوه عثمان بن زياد على البصرة(2) ثم خرج من البصرة ومعه وجوه أهل البصرة أمثال مسلم بن عمرو الباهلي، وشريك بن الأعور الحارثي وحشمه وأهل بيته(3). وأقبل ابن زياد إلى الكوفة ودخلها متلثماً والناس قد بلغهم إقبال الحسين إليهم، فهم ينظرون قدومه، فظنوا حين قدم عبيد الله أنه الحسين بن علي، فأخذ لا يمر على جماعة من الناس إلا سلموا عليه وقالوا: مرحباً بك يا ابن رسول الله، قدمت خير مقدم، فلما أكثروا عليه صاح فيهم مسلم بن عمرو وقال: تأخروا هذا الأمير عبيد الله بن زياد فلما نزل في القصر نودي الصلاة جامعة فاجتمع الناس فخرج إليهم ثم خطبهم ووعد من أطاع منهم خيراً وتوعد من خالف وحاول الفتنة منهم شراً
حرص عبيد الله بن زياد على جمع المعلومات بواسطة جواسيسه على الفئات المعارضة واستطاع أن يخترق أتباع مسلم بن عقيل وقد كلّف أحد رجاله بهذه المهمة فأعطاه مبلغاً من المال وكان الرجل من أهل الشام يقال له معقلاً..
فانطلق الرجل حتى دخل المسجد الأعظم، ثم نظر إلى رجل يكثر الصلاة فدنا منه وجلس، فقال: جعلت فداك إني رجل من أهل الشام مولى لذي الكلاع، وقد أنعم الله علي بحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب من أحبهم، ومعي هذه الثلاثة الآلاف درهم، أحب إيصالها إلى رجل منهم، بلغني أنه قدم هذا المصر داعية للحسين بن علي، فهل تدلني عليه لأُوصل هذا المال إليه؟ ليستعين ..
قال له الرجل: وكيف قصدتني بالسؤال عن ذلك دون غيري ممن هو في المسجد؟
قال: لأني رأيت عليك سيما الخير فرجوت أن تكون ممن يتولى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المهم أن مسلم ابن عوسجه أخبر الرجل عن أمره , وتعاهد معه أن لا يكتم أمره ,وقد أعطاه العهد ..فكان الرجل يمكث مع مسلم ابن عوسجة فيعرف جميع أخباره وينقلها إلى عبيد الله ابن زياد, وأخبره بمكان مسلم ابن عقيل وأنه يمكث عند عروة ابن هانئ وهكذا استطاع ابن زياد أن يعرف أخبار مسلم بن عقيل وتحركاته , وحقيقة أمر الحسين رضي الله عنه ومبايعة الناس له .
أرسل مسلم إلى الحسين أن أقدم فإن الجو قد تهيأ
فخرج من مكه يوم الترويه..فرجه
حينها رجع هذا المولى إلى ابن زياد واخبره الخبر فقال علي ببن هانئ
سأله أين مسلم ابن عقيل؟
فقال ابن النعمان : لا أدري
فنادى ابن يزيد مولاه..فقال هل تعرفه..قال نعم..فاسقط في يده..فعرف ابن النعمان أن االمسأله خدعة..
اين مسلم
فقال والله لو كان تحت قدمي ما رفعته..أي ما أخبرتك..
عندها ضربه ابن يزيد وأمر بحبسه
بلغ مسلم الأمر فخرج وحاصر القصر بأربعة ألاف رجل..وعندما عرف أهل الكوفة الخبر خرجوا معه ,
وكان ابن زياد يملك قدراً كبيراً من الدهاء والمكر والخداع، حيث أنه بمجرد دخوله القصر جمع وجوه الكوفة واحتفظ بهم عنده حتى يكونوا وسيلة ضغط مهمة عنده ستثمر عن نتائج إيجابية جداً لصالح ابن زياد(3). وتقدم مسلم بهذه الجموع، صوب قصر الإمارة التي يتحصن بها ابن زياد، وهنا طلب ابن زياد من أشراف الناس وزعماء الكوفة الذين معه أن يعظوا الناس ويخذلوهم ويخوفونهم بقرب أهل الشام وصار هؤلاء الأمراء والزعماء يثبطون الناس، ويذكرونهم بالسلامة والأمن، وأنهم إن لم ينصرفوا سيحرمون من العطاء، وسيساقون إلى الثغور وسينالهم العقاب الشديد(4)، ولم يكن التثبيط مقصوراً على الأمراء فقط، بل إن النساء كان لهن دوراً كبيراً في إضعاف عزيمة المناصرين لمسلم، إضافة إلى الآباء وكبار السن فقد كان لهم نفس الدور. وكانت المرأة تأتي أبنها وأخاها وتقول: انصرف، الناس يكفونك، ويجيء الرجل إلى ابنه وأخيه ويقول غداً يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشر انصرف(5). وأخذت هذه الحرب النفسية التي جوبه بها المؤيدون لمسلم بن عقيل من التهويل والتخويف تعمل عملها بين صفوف الناس، فبدأوا ينصرفون عن مسلم بن عقيل وأخذ العدد يتضاءل سريعاً حتى أنه لما قرب المساء لم يبقى مع مسلم بن عقيل إلا عدداً بسيطاً يتراوح بين الثلاثمائة والخمسمائة رجل... ولما أمسى المساء تفرق الناس، وبقي مسلم بن عقيل وحيداً في طرقات الكوفة(5).
فأتى بيتاً فخرجت إليه امرأة، فقال: اسقني، فسقته، ثم دخلت، ومكثت ما شاء الله، ثم خرجت، فإذا به على الباب، فقالت: ياهذا، إن مجلسك مجلس ريبة، فقم، فقال: أنا مسلم بن عقيل، فهل عندك مأوىً؟ قالت: نعم فادخلته، وكان ابنها مولى لمحمد بن الأشعث، فانطلق إلى مولاه فأعلمه، فبعث عبيد الله الشُّرَط إلى مسلم، فخرج وسل سيفه، وقاتل فأعطاه ابن الأشعث أمانً فسلمّ نفسه
وفي الطريق نحو ابن زياد بكى مسلم فقيل له: إن من يطلب مثل ما تطلب لا يبكي إذا نزل به مثل الذي نزل بك. قال: إني والله ما لنفسي أبكي ومالها من القتل أرثي وإن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفاً، ولكني أبكي لأهلي المقبلين إلى الكوفة، أبكي حسيناً وآل الحسين. وأقبل مسلم على محمد بن الأشعث فقال: يا عبد الله، إني والله أراك ستعجز عن أماني، فهل عندك خير تستطيع أن تبعث رجلاً على لساني يبلغ حسيناً عني رسالة؟ فإني لا أراه إلا قد خرج إليكم اليوم أو غداً هو وأهل بيته، وإن ما تراه من جزعي لذلك، فتقول: إن ابن عقيل بعثني إليك وهو في أيدي القوم أسير لا يدري أيصبح أم يمسي حتى يقتل، وهو يقول لك:
ارجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة، فإنهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل، إن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.
حين دخل إلى ابن عباده سأله عن سبب عمله..فأخبره مسلم أنها بيعة في أعناقنا للحسين
فقال إني قاتلك..قال إذا أوصي..فقال أوصي..
فنظر مسلم في جلسائه وفيهم عمر بن سعد بن أبي وقاص، فقال: عمر، إن بيني وبينك قرابة، ولي إليك حاجة، وهي سر، فقم معي إلى ناحية القصر حتى أقولها لك، فأبى أن يقوم معه حتى أذن له ابن زياد، فقام فتنحى قريباً من ابن زياد، فقال له مسلم: إن علي ديناً في الكوفة سبعمائة درهم، فأقضها عني، واستوهب جثتي من ابن زياد فوارها، وابعث إلى الحسين، فإني كنت قد كتبت إليه أن الناس معه، ولا أراه إلا مقبلاً, فقام عمر، فعرض على ابن زياد ما قال له: فأجاز ذلك كله، وقال: أما حسين فإنه لم يردنا ولا نرده، وإن أرادنا لم نكف عنه ثم أمر ابن زياد بمسلم بن عقيل، فأصعد إلى أعلى القصر، وهو يكبر ويهلل ويسبح ويستغفر ويصلي على ملائكة الله ويقول: اللهمّ أحكم بيننا وبين قوم غرونا وخذلونا، ثم ضرب عنقه رجل يقال له: بكير بن حمران ثم ألقى رأسه إلى أسفل القصر، وأتبع رأسه بجسده
فأرسل رجلا أن يأمر الحسين أن يرجع وأن الناس قد خذلوه وأن الأمر قد انقضى وانتهى..
وقال مسلم كلمة مشهورة (إرجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي)
لأنهم فعلاً خذلوه..وهكذا كان رأي أصحاب الحسين رضي الله عنه.
واتخذ ابن زياد إجراءً يدل على قسوته وجبروته وظلمه، فقد أمر بهانيء فأخرج إلى السوق وقتل وظل هانيء يصيح لقبيلته مذحج ولكن لم ينصره أحد، ثم صلب هانيء ومسلم في سوق أمام الناس(1)، ثم أمر بضرب أعناق اثنين من الذين كانوا يخططون لنصر مسلم بن عقيل وصلبهما في السوق أيضاً(2). وكان في وسع ابن زياد أن يرسل مسلم بن عقيل وهانيء بن عروة إلى الخليفة بدمشق، وربما يسجنون أو يعفى عنهم فيما بعد بدلاً من أراقة الدماء وإيجاد الإحن والعداوات بين المسلمين. وقد برهن ابن زياد على بطش الدولة وعسفها وأنها لا تبالي إلا بالحفاظ على سلطانها مهما كلفها ذلك من سفك الدماء ويبدو أن مسلماً ـ رحمه الله ـ لم يكن بالسياسي المحنك الذي ينظر للمستقبل بحذر، ويزن الأمور بميزان الوقائع السابقة ويقيس الأحداث القائمة على نظيراتها الماضية لهذا غرّه تكاثر المبايعين، وبكاؤهم بين يديه ووعودهم الموثقة بنصرة الحسين فأسرع وكتب إلى الحسين يستقدمه، ويحثه على سرعة الحضور فقد تمهدت له البيعة والحضور(3). فالعواطف وحدها لتكفي في قلب الأنظمة وإزالة الدول، فلا بد من القيادة الراشدة، والتنظيم المحكم، والتخطيط البعيد، وتوثيق الأفراد، والأعداد المعنوي والمادي معاً جنباً إلى جنب، ونستطيع أن نقول بأن ما اعتمد عليه مسلم بن عقيل وهانيء بن عروة من حسابات كانت خاطئة وغير صحيحة، فقد ظن مسلم بن عقيل إن العاطفة المحركة لكثير من العامة هي السبيل الوحيد للنصر ولم يأخذ في الاعتبار تأييد زعماء الكوفة أو الاتصال بهم، ولم يحاول مسلم بن عقيل أن ينظم تلك الجموع، وفق اختصاصات معينة تسيطر عليها منظمة سرية تستطيع أن تتحرك في الخفاء وبدون قيود، كما أنه أخفق في توظيف الإمكانات التي توفرت له، حيث أن العاطفة المسيطرة على المجتمع الكوفي كفيلة بأن تقلب الأمور لصالحه وذلك بعد إرادة الله، فيما لو استخدمت وأرشدت تلك العاطفة إرشاداً صحيحاً مميزاً، ونجد الطرف الآخر النصير وهو هانيء بن عروة والذي يعتبر من أبرز الناس الذين أيدوا مسلماً وناصروه اعتمد على قوة وكثرة قبيلته، وظن أنه بمنأى عن العقاب وكان هو أيضا أخطأ في الحسابات..فرحمهما الله .
خرج الحسين رضي الله عنه من مكة يوم التروية الموافق لثمان من ذي الحجة سنة ستين، أدرك والي مكة عمرو بن سعيد بن العاص خطورة الموقف فأرسل وفداً إلى الحسين وعلى رأسهم أخوه يحي بن سعيد بن العاص فحاولوا أن يثنوه عن عزمه ولكنه رفض فنادوه: يا حسين، ألا تتقي الله تخرج عن جماعة المسلمين وتفرق بين هذه الأمة، فردَّ الحسين قول الله تعالى: ((لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) ((يونس ، الآية : 41). فخرج الحسين متوجهاً إلى العراق في أهل بيته وستين شيخاً من أهل الكوفة(1). وكتب مروان بن الحكم إلى ابن زياد: أما بعد فإن الحسين بن علي قد توجه إليك، وهو الحسين بن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتالله ما أحد يسلمه الله أحب إلينا من الحسين، وإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء ولا ينساه العامة، ولا يدع ذكره، والسلام عليك(2)، وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص ينهاه عن التعرض للحسين ويأمره بأن يكون حذراً في تعامله مع الحسين: قائلاً له: أما بعد فقد توجه إليك الحسين وفي مثلها تعتق أو تعود عبداً تسترق كما يسترق العبيد(3). وفي الطريق إلى الكوفة قابل الحسين الفرزدق الشاعر المشهور بذات عرق(4). فسأله الحسين بن علي عن تصوره لما يقوم به أهل الكوفة حياله، ثم أراد أن يعطي الفرزدق إيضاحاً أكثر وقال: هذه كتبهم معي، فرد عليه الفرزدق: يخذلونك فلا تذهب فإنك تأتي قوماً قلوبهم معك وأيديهم عليك(5).
لافض فوكـ ـ فإنهم والله لا يزالون اليوم على ماكانوا عليه بالأمس ألسنتهم معسولة يُخدع بها سامعها وقلوبهم يعتصرها الكره والبغض للأمة ولو بأيدي أحدهم لقطع أوصال الأمة قيحا وعدوا فبعدا للقوم الكافرين.
وليس الفرزدق هو فقط من حذر الحسين , بل الصحابة حاولوا منعه بكل الطرق والوسائل ولكنه أبى رضوان الله عليهم جميعا..
من الصحابة والتابعين الذين حاولوا صرفه عن هذا العمل :
أخوه محمد ابن الحنفية الذي ما إن علم بخروجه إلى الكوفة حتى قدم إليه وقال له : قال: يا أخي أنت أحب الناس إلي، وأعزهم علي، ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك، تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم أبعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فإن بايعوا لك حمدن الله على ذلك، وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك، ويذهب به مروءتك ولا فضلك أني أخاف أن تدخل مصراً من هذه الأمصار وتأتي جماعة من الناس فيختلفون بينهم، فمنهم طائفة معك، وأخرى عليك فيقتلون فتكون لأول الأسنة، فإذا خير هذه الأمة كلها نفساً، وأباً، وأماً، أضيعها دماً، وأذلها أهلاً..
فأبى الحسين أن يقبل في نفسه على أخيه محمد وقال: ترغب بولدك عن موضع أصاب فيه؟ فقال محمد وما حاجتي أن تصاب ويصابون معك، وإن كانت مصيبتك أعظم عندنا منهم..
عبد الله بن عباس رضي الله عنه: ولما بلغ خبر عزمه على الخروج إلى ابن عمه عبد الله بن عباس أتاه وقال: يا ابن عم أنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق، فبيّن لي ما أنت صانع؟ قال: قد أجمعت المسير في أحد يومي هذين إن شاء الله تعالى، فقال له ابن عباس: أخبرني إن كان عدوك بعد ما قتلوا أميرهم ونفوا عدوهم وضبطوا بلادهم فسر إليهم، وإن كان أميرهم حي وهو مقيم عليهم، قاهر لهم وعماله تجبي بلادهم فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال، ولا آمن عليك أن يستفزوا عليك الناس ويقلبوا قلوبهم عليك، فيكون الذي دعوك أشد الناس عليك. فقال الحسين إني استخير الله وأنظر ما يكون. ولكن ابن عباس أدرك من كلام الحسين واستعداده أنه عازم على الخروج ولكنه يحاول إخفاء الأمر عنه لعلمه بعدم رضاه عن ذلك، لذا جاء ابن عباس إلى الحسين من الغد فقال: يا ابن عم إني أتصبر ولا اصبر، وإني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك، أن أهل العراق قوم غدر فلا تغترن بهم، أقم في هذا البلد حتى ينفي أهل العراق عدوهم ثم أقدم عليهم، وإلا فسر إلى اليمن فإن به حصوناً وشعاباً، ولأبيك به شيعة، وكن عن الناس بمعزل، واكتب إليهم وبث دعاتك فيهم، فإني أرجو إذا فعلت ذلك أن يكون ما تحب. فقال الحسين: يا ابن عم! والله إني لأعلم أنك ناصح شفيق، ولكني قد أزمعت المسير. فقال له: فإن كنت ولا بد سائراً فلا تسر بأولادك ونسائك، فوالله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه، إلى أن قال: فوالله الذي لا إله إلا هو لو أعلم أنك إذا أخذت بشعرك وناصيتك حتى يجتمع علي وعليك الناس أطعتني واقمت لفعلت ذلك.
أما عبد الله ابن عمر ابن الخطاب فعندما سمع بخروج الحسين لحقه على مسيرة ليلتين فقال: أين تريد؟ قال: العراق، ومعه وكتب، فقال: لا تأتهم قال: هذه كتبهم وبيعتهم. فقال: إن الله خير نبيه بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، لا يليها أحد منكم أبداً، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فارجعوا فأبى، فاعتنقه ابن عمر، وقال: استودعك الله من قتيل. وكان ابن عمر يقول بعد ذلك: غلبنا الحسين بن علي بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له ألا يتحرك ما عاش وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير.
لكنه أيضا أصر..
أما أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : حيث قال: غلبني الحسين على الخروح وقد قلت له: اتق الله في نفسك والزم بيتك، ولا تخرج على إمامك.
وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: كلمت حسيناً فقلت له اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض فوالله ما حمدتم ما صنعتم فعصاني
وقد كتب إليه عبد ابن جعفر :
بسم الله الرحمن الرحيم من عمرو بن سعيد إلى الحسين بن علي، أما بعد، فإني أسأل الله أن يصرفك عما يبوقك، وأن يهديك لما يرشدك، بلغني أنك قد توجهت إلى العراق، وإني أعيذك بالله من الشقاق، فإني أخاف عليك فيه الهلاك، وقد بعثت إليك عبد الله بن جعفر، ويحي بن سعيد، فأقبل إليّ معهما، فإن لك عندي الأمان والبر والصلة وحسن الجوار لك، والله بذلك شهيد وكفيل، ومراع ووكيل، والسلام عليك(3)، ولكن الحسين رضي الله عنه رفض هذا الرجاء أيضاً وواصل مسيره.
سعيد بن المسيب: فقد نقل عنه الذهبي أنه قال: لو أن الحسين لم يخرج لكان خيراً له.
وهناك أقوال كثيرة أيضا حاول أصحابها ردع الإمام عما في رأسه لكن أبى الله أن يرد أمر كان مفعولا..
وبالرغم من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم قد كشفوا حقيقة أهل العراق الذين لا زال أحفاد قتلة الحسين على نفس منهاج أجدادهم اليوم لم يتغيروا ـوأعني مدّعي التشيع ـ إلى أن الحسين أبى وأصر على الخروج..ولا حول ولا قوة إلى بالله تعالى.
ونلاحظ هنا شيء مهما أن رغبة الصحابة والتابعين وفلسفتهم رضوان الله على الجميع في منع الحسين وقبلها اختيار يزيد ليست لأن يزيد كان أفضل من بقية الصحابة الذين كانوا في ذاك الزمان ولكنهم رضوان الله عليهم كعادتهم هي درء المفسدة وؤد الفتنة ودفن بؤر الفرقة في الأمة , وهذا إن دل على شيء لا يدل إلى على نجاح التربية المحمدية في نفوسهم رضي الله عنهم كلهم أجمعين .. وأيضا كان من الملاحظ في خطابات ونصائح الصحابة والتابعين للإمام الحسين بعدم خروجه هو توقعهم له بالقتل بناء على كل الأحداث الكبيرة التي حدثت بين الأميرين علي كرم الله وجهه ومعاوية رضي الله عنه فمن نصحه بعدم الخروج كان خوفه الكبير أن تعيد الأيام والحوادث نفسها معه رضي الله عنه ومع أهل الكوفة الذي عهد الجميع الخيانة والغدر كيف يجري في عروقعهم , وأوصالهم , وكيف أنهم يبيعوا الغالي لأجل النفيس . فهم إن باعوا الحسين تلك الأيام لعرض من أعراض الدنيا فهم هذا الزمان باعوا الدين والولاء لأمتهم لأعدائها من أهل الكتاب فقبحا لهم.
هنا نجد أن عبيد الله ابن زياد عمل تدابيره ليحول بين الحسين وأهل الكوفة من جمع المقاتلين وإعطائهم الأموال وبعض التنظيمات وغيرها ليظمن سيطرته على الأمور.
في هذه الأحيان كان الإمام رضي الله عنه يمضي في طريقه , ولقد أرسل رجلا إلى ابن عمه مسلم ولكنه وقع في يد رجال ابن يزيد فقتله , وقد قتل غيره من مراسيل الحسين وكان لهذا العمل أثره في إثارة خوف كل من أرد أن يتبع الحسين لأنه يلعم أن مصيره القتل.
واستمر التحذير من بعض رجال القبائل العربية الذين مرّ بهم، وبينوا له ذلك الخطر الذي يقدم عليه، ولكن الحسين كان يدلل على نجاح مهمته بالإشارة إلى ذلك العدد الهائل من أسماء المبايعين التي كانت معه، وحينما كان الحسين في الطريق جاءه خبر مقتل مسلم بن عقيل وهانيء بن عروة وعبد الله بن بقطر، إضافة إلى تخاذل أهل الكوفة عن نصرته. وكان لهذا الخبر المفجع صدمة كبيرة على الحسين رضي الله عنه، فهؤلاء أقرب الناس إليه قد قتلوا والشيعة في الكوفة تخاذلوا في نصرته هنا انكشف الأمر وصارت الحقيقة المرة كالشمس في وضح النهار .
فقال لمن معه : من أحب أن ينصرف فلينصرف...... فتفرق الناس عنه يميناً وشمالاً..!!
وقد نصحه ممن بقي معه الرجوع ..لكن اخوة مسلم وأبناءه رفضوا وأصروا على الثأر بقتلة مسلم..فسار الإمام مع من بقي معه .
حتى ظهرت عليهم طلائع خيل ابن زياد عليها الحر بن يزيد وكان عددها ألف فارس وقد أدرك الحر بن يزيد الحسين ومن معه قريباً من شراف. ولما طلب منه الحسين الرجوع منعه وذكر له أنه مأمور بملازمته حتى الكوفة , وأخرج الحسين الكتب التي تطلب منه القدوم إلى الكوفة، فأنكر الحر والذين معه أي علاقة لهم بهذه الكتب،
وقيل..
أن جاء الحر ابن يزيد وسايره فقال : إلى أين يا بن بنت رسول الله . قال : إلى العراق....
فقال الحر : إني آمرك أن ترجع وإني لأرجوا الله أن لا يبتليني بك إرجع من حيث أتيتك أو ارجع إلى الشام إلى حيث يزيد ولكن لا تقدم .
وأيضا أبى الحسين رضي الله عنه .. فسار إلى العراق وصار الحر ابن يزيد يعاكسه ويمنعه.
فقال الحسين : ابتعد عني ثكلتك أمك .
فقال الحر ابن يزيد : والله لو أن غيرك من العرب قالها لاقتصصت منه.ومن أمه ولكن ماذا أقول وأمك سيدة نساء العالمين.
رفض الحسين الذهاب مع الحر إلى الكوفة وأصر على ذلك.، فاقترح عليه الحر أن يسلك طريقاً يجنبه الكوفة ولا يرجعه إلى المدينة، وذلك من أجل أن يكتب الحر إلى ابن زياد بأمره، وأن يكتب الحسين إلى يزيد بأمره(3). وبالفعل تياسر الحسين عن طريق العذيب والقادسية واتجه شمالاً على طريق الشام(4). وأخذ الحر يساير الحسين وينصحه بعدم المقاتلة ويذكّره بالله، وبيّن له أنه إذا قاتل فسوف يقتل(5)، وكان الحسين يصلي بالفريقين إذا حضرت الصلاة.
ولما وصل الحسين مكان سأل عنه قيل له يدعى (كربلا)
فقال هو (كرب ـ وبلا )
هنا أدركته خيل عمر بن سعد ومعه شمر بن ذي الجوشن، والحصين بن تميم(1)، وكان هذا الجيش الذي يقوده عمر بن سعد مكوناً من أربعة آلاف مقاتل وكان وجهة هذا الجيش في الأصل إلى الري لجهاد الديلم، فلما طلب منه ابن زياد أن يذهب لمقاتلة الحسين رفض عمر بن سعد في البداية هذا الطلب، ولكن ابن زياد هدده إن لم ينفذ أمره بالعزل وهدم داره وقتله، وأمام هذا الخيار رضي بالموافقة(2).
... ولما وصل الحسين كربلاء أحاطت به الخيل، ويطلق على المنطقة كلها اسم (الطف).
وبدأ الحسين بن علي بالتفاوض مع عمر بن سعد، وبيّن الحسين أنه لم يأت إلى الكوفة إلا بطلب من أهلها. وأعطاه الدليل..وهي الكتب التي أرسلها له أهل العراق يريدون مبايعته.
فكتب عمر بن سعد لابن زياد بما سمعه من الحسين وقال: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فإني حيث نزلت بالحسين بعثت إليه رسولي، فسألته عما اقدمه وماذا يطلب، فقال: كتب إلي أهل هذه البلاد وأتتني رسلهم، فسألوني القدوم ففعلت، فأما إذا كرهوني، فبدا لهم غير ما أتتني به رسلهم فأنا منصرف عنهم. فلما قريء على ابن زياد
ثم كتب ابن زياد لعمر بن سعد: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فقد بلغني كتابك، وفهمت ما ذكرت، فاعرض على الحسين أن يبايع ليزيد بن معاوية وجميع أصحابه فإذا فعل ذلك رأينا رأينا والسلام. ولما اطلع عمر بن سعد على جواب بن زياد ساءه ما يحمله الجواب من تعنت وصلف، وعرف أن ابن زياد لا يريد السلامة(1). رفض الحسين هذا العرض، ثم لما رأى جدية الموقف وخطورته طلب من عمر بن سعد مقابلته(2)، وعرض على عمر بن سعد عرضاً في ثلاث خيارات:
*أن يتركوه فيرجع من حيث أتى.
*وإما أن يتركوه ليذهب إلى الشام فيضع يده في يد يزيد بن معاوية.
* أو يتركوه يذهب لإلى أ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى