كيف نتغلب على الشيطان
الإثنين أكتوبر 17, 2011 9:33 am
ورد في كتاب الله عزوجل في سورة الواقعة : أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَني آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبينٌ . و العهد المذكور في هذه الآية هو عهد الفطرة التي فطر الناس عليها و التي تقضي بعبادة الله و طاعته، و العهد أيضا عهد عالم الذر الذي وصفه الله في القرآن : وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَني آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلين . و العهد أيضا هو عهد الأنبياء و المرسلين الذين كانت كل وظيفتهم التبليغ و الدعوة إلى عبادة الله الواحد وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ .
وهو عهد من لدن آدمالذي خاض تجربة قاسية و مريرة مع إبليس كلفته النفي من جنة الله، فكان لزاما على بني آدم أن يأخذوا العبرة على مدى التاريخ ، ليدركوا خطورة الشيطان من جهة و لينأوا بأنفسهم عنه ما استطاعوا، و أن لا يصيروا من حزبه ، و قد أخبرنا القرآن عن فئة من الناس يسيطر الشيطان عليهم فيسيرون خلفه و يتبعون تعاليمه حيث وصفهم الله: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ .
و كما هو معلوم فإن هذه الحياة الدنيا كانت منذ نزول آدم عليها ساحة صراع بين الشيطان و بين نهج الإيمان بالله ،و طبيعة الحياة البشرية هي طبيعة الابتلاء و الاختبار و التمحيص، حيث تعرض هذه الدنيا على الإنسان محتوياتها التي ينهار الناس أمامها و بالتالي تعميهم عن عبادة الله :زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَ الْبَنينَ وَ الْقَناطيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَ الْأَنْعامِ وَ الْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ .
و في هذا الصراع يستغل الشيطان الدنيا و شهواتها لدفع الإنسان نحو الانحراف ، و قد حذر الله الإنسان من الانسياق وراء ما يبديه الشطيان لبني آدم ليضلهم و ينحرف بهم عن السبيل المستقيم يا بَني آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَ قَبيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطينَ أَوْلِياءَ لِلَّذينَ لا يُؤْمِنُونَ .
و هذا الأمر لا مفر منه على الإطلاق فالصراع حتمي و الغواية لا مفر منه و الوصول إلى الجنة و رضى يتطلب التغلب على الشيطان و تجاوز مكائده ، فمنذ فجر الخليقة كانت الحرب بين الله و الشيطان و لكل منهما حزب وأتباع، قالَ أَ رَأَيْتَكَ هذَا الَّذي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَليلاً (62)قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (63)وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ وَ عِدْهُمْ وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (64) و لكن مع كل ذلك فإن الشيطان ليس مطلق الصلاحية يتصرف في عباد الله كيف يشاء بل إن الله جعل له حدودا لا يمكنه أن يتخطاها كما ذكر عزو جل :إِنَّ عِبادي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَ كَفى بِرَبِّكَ وَكيلاً (65) فعباد الله الذين التزموا طاعة الله لا يمكن أن يكون وليهم إلا الله : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فيها خالِدُونَ
لا اله الا الله محمد رسول الله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى