حال المسلم في رمضان بين الواقع والمأمول
الأحد أغسطس 12, 2012 5:01 pm
[size=21]حال المسلم في رمضان بين الواقع والمأمول
إنالمشاهد لحال المسلمين في هذا الزمان يجد أن واقع الكثير منهم مخالف
للمأمول منه بصفته الإسلامية , وفي هذه الكلمة سوف نتناول بعض الصور
الواقعية لحال كثير من المسلمين في رمضان :
1- لقد
تحولت العبادة عند الكثير من المسلمين إلى عادة , فهو يصلي عادة لا عبادة ,
ويصوم لأن المجتمع من حوله يصوم ، وهذا لم يصم رمضان إيمانا واحتسابا ,
وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيمان واحتسابا غفر له ما
تقدم من ذنبه "رواه البخاري (2014) ومسلم (760) .
2- شهر
رمضان هو شهر المنافسة في الطاعات ولكن أصبحت منافسة الناس فيه – مع الأسف
الشديد – على التنويع في المآكل والمشارب والملاهي , فتجد الناس في رمضان
بل _ وقبل رمضان _ يفدون إلى الأسواق بأنواعها لاقتناء حاجيات رمضان ,
فهؤلاء يذهبون إلى أسواق المواد الغذائية , وأولئك يذهبون إلى المطاعم , بل
وتجدهم يقفون أمامها بالصفوف في انتظار الدور ! والآخرون يذهبون إلى محلات
الأواني المنزلية ، وآخرون يذهبون للاشتراك في القنوات الفضائية .
بل حتى
حركة المرور تضطرب أمام هذه الأماكن فيضطر رجال المرور إلى تكثيف وجودهم
عندها حتى ينظموا حركة السير لما يحصل من الزحام والفوضى والاضطراب .
ثم إذا
أتيت إلى المنازل تجد النساء في البيوت ينهمكن طوال الليل والنهار في إعداد
الأكلات المختلفة والأصناف المتنوعة ، ويتنافسن فيما بينهن في ذلك .
3- الكثير من المسلمين يضيع وقته في رمضان فيما لا يعود عليه بالنفع في الدنيا ولا في الآخرة , بل ربما انهمك في المحرمات .
ومن ذلك :
أن الكثيرين يتسمرون أمام القنوات الفضائية لتلقف السموم التي تبثها تلك
المحطات الشيطانية في هذا الشهر المبارك , فينتقل من تمثيلية مليئة بالصور
المحرمة والأفكار الهدامة إلى أغنية ماجنة إلى مبارة إلى فوازير رمضان وإلى
غير ذلك من البرامج السيئة .
فتفوته
صلاة التراويح , وتفوته قراءة القرآن , وتفوته الأعمال الصالحة في هذا
الشهر المبارك , بل تفوته ليلة هي خير من ألف شهر , يا حسرته , بل ربما قصر
بعضهم في أداء الواجبات التي أوجبها الله عز وجل , ولا شك أنه بفعله هذا
قد جرح صومه ونقص ثوابه .
ومن
المسلمين من يُعِدُّون ملاعبا لكرة القدم أو استراحات للعب الورق وغيره ,
لإضاعة الوقت فيها , فتجدهم يجتمعون من بعد الإفطار ويبدؤون بالعبث من ذلك
الوقت إلى وقت السحور , وربما امتد الأمر ببعضهم إلى ما بعد صلاة الفجر ,
ثم ينامون , وقليل منهم من يستيقظ لأداء الصلاة في أوقاتها ، أما أن يشغلوا
وقتهم بقراءة القرآن والذكر والمكث في المساجد , فهذا ما لا يخطر لهم على
بال , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ومنهم من
يمضون أوقاتهم التي لو كانت تباع لاشتراها العقلاء بأغلى من الذهب والفضة
يمضونها في التسكع في الأسواق , بل ربما كان بعضهم في أشرف زمان في شهر
رمضان , وفي أشرف مكان في بلد الله الحرام وتراه يتسكع في الأسواق لفعل ما
يغضب الله عز وجل من النظر المحرم , والكلام الحرام , والعلاقات المحرمة ،
وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ
مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) الحج / 25 .
4- عدم
التلذذ بالعبادة , نجد أن الكثير من الناس ثقلت عليهم العبادات , وأصبحوا
يطلبون الراحة منها , لا بها , ولا تحصل لهم بها أي لذة .
وقد كان عبد الواحد بن زيد يبكي كثيرا ويقول : فرق الموت بين المصلين ولذتهم في الصلاة , وبين الصائمين ولذتهم في الصيام. مختصر قيام الليل لابن نصر (ص:106) .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن للصائم فرحتين , أما هؤلاء ففرحهم لسقوط حمل الصيام عنهم ومشقته ، والذي لا يجدون له أي لذة .
وهذا يرجع
إلى الذنوب التي طمست القلوب , ولا حول ولا قوة إلا بالله , وقد سئل وهيب
بن الورد : هل يجد طعم الإيمان من يعصي الله ؟ قال : لا , ولا من هَمَّ
بالمعصية . وقال ذو النون : كما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه كذلك لا
يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب . "فتح الباري" لابن رجب (1/50) .
5- رمضان
شهر شرع صيامه للاقتصاد في المآكل والمشارب , لما في ذلك من الفوائد
الحسية والمعنوية , ولكن واقع الكثير من الناس اليوم بضد ذلك , فتجدهم
يسرفون في المآكل والمشارب فيه أكثر من بقية الشهور ، وقد قال الله تعالى :
( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ ) لأعراف / 31 .
أسأل الله
عز وجل أن يهدينا وسائر المسلمين لما يحبه ويرضاه , وأن يقينا شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا , وأن يمن علينا بتوبة نصوح من جميع الذنوب والخطايا ,
آمين , آمين , آمين[/size]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى