مـنـتـــدى نـســـائــــم الــمـغـفــــرة
عزيزى الزائراذا كنت مسجل لدينا برجاء تسجيل الدخول واذاا كانت هذة زيارتك الاول لمنتدنا فنرجوا منك التسجيبل يسعدنا انضمامك الينا

هنا نبدأ وفى الجنة نلتقى
نسائم المغفرة
معا نسعى نحو الجنة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـنـتـــدى نـســـائــــم الــمـغـفــــرة
عزيزى الزائراذا كنت مسجل لدينا برجاء تسجيل الدخول واذاا كانت هذة زيارتك الاول لمنتدنا فنرجوا منك التسجيبل يسعدنا انضمامك الينا

هنا نبدأ وفى الجنة نلتقى
نسائم المغفرة
معا نسعى نحو الجنة
مـنـتـــدى نـســـائــــم الــمـغـفــــرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
المدير
المدير
مدير منتدى نسائم المغفرة
تاريخ التسجيل : 08/06/2011
عدد المساهمات : 1478
عدد النقاط : 3306
https://nassaimalmaghfera.forumarabia.com

من قتل الحسين رضي الله عنه/ ومذهب أهل السنة والجماعة ( الجزء الثانى) Empty من قتل الحسين رضي الله عنه/ ومذهب أهل السنة والجماعة ( الجزء الثانى)

الإثنين أكتوبر 31, 2011 4:19 pm







المهم....

هذه قصة استشهاد الحبيب ابن الأحبة الحسين بن علي رضي الله عنهم..صحيحة إن شاء الله تعالى من كتب أله السنة والجماعة الذين أمضوا الليالي والأوقات وسافروا الأمصار والبلدان كي ينقلوها نقلا صحيحا متواتراً....فجزى الله كل من نقل إلينا هذه القصة صحيحة كما حدث خير الجزاء .

ونحن حين نذكر هذه القصة نشهد الله وملائكته والناس أجمعين أننا نحزن ونتألم عليه رضي الله عنه وأرضاه , بل ونتحسّب على من طالت يده هذا الجسد الطاهر وتآمر على قتله..

لا يعني ذلك أن نقدمه على من هم خير منه..أعني الأنبياء والرسل
فمن الأنبياء من قتل كنبي الله يحيى وكذا نبي الله زكريا , ولقد هدد الكثير من الأنبياء بالقتل ومنهم من حِيِكَت مؤامرة لاغتياله لكن الله نجاهم كخير وأعظم الناس محمد ابن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى إخوانه الأنبياء أجمعين...
وكذال قتل من هم أقل فضلا من الأنبياء وأعظم مكانة من الحسين كاعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين.
نعم هو عظيم ابن عظيم ابن عظيمة..وهو ريحانة المصطفى وحبه..وسيد شباب أهل الجنة.. وهو من تنازل عن ولاية الأمر لأجل أن يدحر الفتنة ويمنع إراقة دماء المسلمين , وهو إمام من أئمة آل للبيت رضي الله عنهم أجمعين..وإمام من أئمة السلف الصالح ..
لكن يبقى في مكانته التي جُبل لها , ويبقى في منزلته الطبيعية..
فلا ضرر ولا ضرار في الأمر.
ولا إفراط ولا تفريط.

وهذه هي الحقيقة التي لا خلاف عليها في الأمة بأكملها رضي من رضي وسخط من سخط.
أما أن يعطى شيئا من الحقوق والواجبات التي لم تعطى حتى لسيد الخلق فهذا هو الغير مقبول والمرفوض , بل يعتبر من المخالفات الدينية ..
ومن الحقوق التي أٌعطيت الأمير الحسين ابن علي رضوان الله عليه , وليست منّة منّا أو من أحد عليه بل هو حقه الذي لا يقاسمه أحد فيه ـ ونذكر منها :
الحب والترضي له , وإتباع نهجه الذي في الأصل هو مستمد من سنة جده الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم , وتتبع سيرته وأخلاقه وسماته وصفاته وأقواله وأفعاله الطيبة الطاهرة
و تعليم النشء من هو (الحسين ) الحقيقي , ووأد (شخصية الحسين المزيف) الذي أوجده بنو رفض ولا يمت للحقيقي بصلة, وأيضا من حقوقه علينا رضي الله عنه النصرة له والذب عن حياضه والدفاع عنه وصقل كل الأكاذيب والبدع التي ألصقت به..والإكثار من ذكر قصة استشهاده الحقيقة منزهة من الأكاذيب والنفاق والدجل..وهو في نهاية الأمر بشر يصيب ويخطأ وله حقوق وعليه مثلها والله الموفق.
أما الحقوق الباطلة التي ليست له..وحاشاه أن تكون له أو أن يرضاها على نفسه ـ بل هي مما ألصقت بمقامه وهي من أفاعيل بنو رفض أهلكهم الله..أنه كشفت له غيبيات كثيرة لم تكشف حتى للنبي صلوات ربي وسلامه عليه وآله لأجل هذا هو ليس كبقية الخلق بل هو منزه من الخطأ والعيب..ومعصوم كبقية أئمة آل للبيت رضوان الله عليهم ..
وأكبر من ذلك أنه عندهم أهلكهم الله ـ يجوز التوسل بمقامه , وطلب الشفاء والغوث والتفريج منه كما سبق أن تحدثنا ..ولهم قصص خياليه في التوسل به تثير الضحك .
كذلك من حقوقه التي تعتبر عقيدة داخلة في الدين بزعمهم هي البكاء والنياحة وشق الجيوب وضرب الجسد وتعذيبه تكفيراً لاستشهاده..!!
فهم ما فعلوا تلك الأفاعيل الشاذة عن العقل إلى اعتقادا منهم أن ذلك ندما وتحسراً على فعلتهم التي ما سبقهم بها من أحد (وهي قتل ابن بنت المصطفى)
ومن الحقوق أيضا التي عُلقت به أنهم يدّعون أنه أمر بذلك رضي الله عنه ـ لذا يتنافسون ويسابقون عليها .. هذا مع أنه رضي الله عنه أوصى أخته زينب رضي الله عنها إذا قدّر عليه الموت أن لا تخمش لأجله الوجه , أو أن تشق عليه الجيب ونحو ذلك..
وقبله الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه وآله وقوله أحق أن يتبع فهو وحي..في أن الله لعن من تشق جيبها أو من تحلق شعرها أو تنوح لأي مصاب كان..
إن الفرقة الإثنا عشرية خالفوا أمر الله بالصبر والاحتساب لأمر الله تعالى..

فهم بعيدين كل البعد من قوله تعالى في سورة البقرة شرفها الله
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
هذا هو التوجيه الإلهي لكل من حل به المصاب .. من صبر واحتساب ذلك ولهج لا حول ولا قوة إلا بالله أو ما شابه ذلك من الأذكار التي فيها تهدئة النفس والتخفيف عليها في المصاب.
ولكن ـ هل رأيت أو سمعت رافضياً في يوم العاشر من محرم..صابرا محتسبا كارهاً ما قام به أجداده من قتل الأئمة أو نادما على ما يفعله الأحفاد اليوم من ممارسات رجعية ما سبقهم بها من أحد من العالمين..أو سمعته يردد لا حول ولا قوة إلا بالله..أو يستغفر ويتوب..أو على الأقل يكون عضوا فعالا في مجتمعه وينتج جيلا نقيا صالحا وذلك بإعادة بلورة الحقيقة كما كانت وكما حدثت , مزيلا كل الأكاذيب التي رانت على تاريخ التشيع في قصة استشهاده رضي الله عنه..وبناء أجيال جديدة قاعدتها الأولى والوحيدة الصدق في قصص التاريخ الحقيقة و شرح الأحداث التي مرت على آل بيت النبوة شرحا وافيا حقيقيا خاليا من الأكاذيب والنفاق والمبالغات التي لا داعي لها وتبرئة تاريخ الأمة وأفراده من كل سؤ ألصقه أجدادهم القدماء درأ عن أنفسهم الخطأ والجرم الكبير الذي فعلوه..
إنما والله ما نراهم وما نسمعهم إلا سفاحين قتالين جزارين لعانين سبابين داعين بالويل والثبور على أرواح مضى عليها مئات السنين..معلقين ذنب أجدادهم وخيبة أمرهم على غيرهم..
فهم يلعنون مثلا (يزيد بن معاوية بن أبي سفيان)..ليل نهار..
نعم أنا أتفق معك أننا لا نبرئه من الخطأ وذنب المشاركة في ما حدث للأجساد الطاهرة ..
فهم قد لعنوا الخلفا أبا بكر وعمر وعثمان ..وهم ماتوا قبل ما حدث للحسين فكيف من كا في وقته..!!
ولكن..

من قتل الأئمة بسيوفهم؟
أليسوا أناساً وعدوهم بالنصرة والإتباع؟
أليسوا أناساً فرشوا الطريق بزهور النصرة للأئمة في بغداد ..بالمقابل أزهقوها في كربلاء؟
أليسوا أناساً دعوهم لينصروهم ثم بغوا عليهم فقتلوهم؟
هؤلاء القوم هم من قتل الأئمة أي شيعتهم الكذّابين المخادعين الذين اسّتحبوا الحياة الدنيا على الآخرة..
الأولى بالقوم إن لزم الأمر أن أن يدعوا على أجداهم..وليس تمجيدهم وتعظيمهم..والترحم عليهم..وإلقاء المسؤولية على غيرهم , كي يلتبس الأمر أمام العامة..فيظن الضان أن أهل السنة زمن الحسين هم من يحملون خطيئة مقتل الحسين والأئمة رضي الله عنهم..
بل حتى سنة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وآله..في صيام يومي عاشوراء هم قد خالفوه
فهم لا يصومنه كما صامه النبي والصحابة ومن اتبع نهجهم . بل استبدلوا صيام هذا اليوم الجليل العظيم الفضيل ببدع الصراخ واللطم , أو بالشركيات التي يفعلونها أمام الأضرحة بظنهم أنها ستنفعهم .
فهل حقاً ستنفهم..؟
الجواب في سياق هذه الآية الكريمة:
قال تعالى : {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (16) سورة هود

((لقد غلت الشيعة في مقتل الحسين رضي الله عنه غلواً مفرطاً فجعلوا يوم استشهاده رضي الله عنه العاشر من محرم مأتماً وحزناً ونياحة يكررونه في كل عام إلى يومنا هذا ورتبوا على هذا الفعل الأجر والثواب، فهو جالب للمغفرة والرحمة، مكفرة للذنوب والخطايا في زعمهم(1). فقد روي الطوسي في أماليه بسنده عن الرضا عليه السَّلام أنه قال من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة، يوم فرحه، وسروره وقرت بنا في الجنان عينه(2)، وبسنده أيضاً عن أبي عمارة الكوفي قال: سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول: من دمعت عينه دمعة لدم سفك لنا أو حق لنا أنقضاه أو عرض انتهك لنا أو لأحد من شيعتنا بوأه الله تعالى بها في الجنة أحقاباً(3). وروى البرفي بسنده عن جعفر الصادق أنه قال: من ذكر عنده الحسين فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر(4). وقد بوب المجلسي باباً قال فيه: باب ثواب البكاء على مصيبته ومصائب سائر الأئمة وفيه أدب المأتم يوم عاشوراء، وساق فيه أكثر من ثمان وثلاثين رواية(5) منها ما رواه بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه السلام(6). بل زعموا أن السماء والأرض بكت لقتله فأمطرت السماء دماً وتراباً أحمر، كما بكت الملائكة والجن وسائر المخلوقات(7)، ولم يكتفوا بذلك حتى قالوا بتحريم يوم عاشوراء وأن من صامه فهو عدو للحسين وأهل بيته رضي الله عنهم أجمعين
فقد روى الكليني بسنده عن جعفر بن عيسى قال: سألت الرضا عليه السلام عن صوم يوم عاشوراء وما يقول الناس فيه، فقال: عن صوم ابن مرجانة تسألني، ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين عليه السلام وهو يوم يتشاءم به آل محمد صلى الله عليه وسلم ويتشاءم به أهل الإسلام لا يصام ولا يتبرك به ويوم الاثنين يوم نحس قبض الله عز وجل فيه نبيه وما أصيب آل محمد إلا في يوم الاثنين فتشاءمنا به وتبرك به ابن مرجانة وتشاءم به آل محمد صلى الله عليه وسلم، فمن صامهما أو تبرك بهما لقي الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب وكان حشره مع الذين سنوا صومهما والتبرك بهما(1). والأكاذيب في هذا الباب كثيرة. وهذه المآتم تظهر علناً كلما قويت شوكة الشيعة أو ظهرت لهم دولة ففي دولة بني بويه الشيعية في سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة ألزم معز الدولة ابن بابويه يوم عاشوراء أهل بغداد بالنواح على الحسين رضي الله عنه، وأمر بغلق الأسواق ومنع الطباخين من عمل الأطعمة، وخرجت نساء الشيعة منشرات الشعور مضحمات الوجوه يلطمن ويفتن الناس، وهذا أول ما نيح عليه(2)، كما اتخذت الدولة العبيدية الفاطمية على كثرة أعيادها ومناسباتها يوم عاشوراء يوم حزن ونياحة فكانت تتعطل فيه الأسواق ويخرج فيه المنشدون في الطرقات، وكان الخليفة يجلس في ذلك اليوم متلثماً يرى به الحزن كما كان القضاة، والدعاة، والأشراف، والأمراء يظهرون وهم ملثمون حفاة، فيأخذ الشعراء بالإنشاد ورثاء أهل البيت وسرد الروايات والقصص التي اختلقوها في مقتل الحسين رضي الله عنه(3). ومن مظاهرهم في هذه الأيام خروج المواكب العزائية في الطرقات والشوارع مظهرين اللطم بالأيدي على الخدود والصدور، والضرب بالسلاسل والحديد على الأكتاف حتى تسيل الدماء(4)
وقد وصف ابن كثير ما يفعل الشيعة من تعدي لحدود الكتاب والسنة في دولة بني بويه في حدود الأربعمائة وما حولها فقال: فكانت الدَّبادب(1) تضرب ببغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء ويُذَرُّ الرماد والتبن في الطرقات والأسواق وتعلق المسوح على الدكاكين ويظهر الناس الحزن والبكاء، وكثير منهم لا يشرب الماء ليلتئذ موافقه للحسين، لأنه قتل عطشان ثم تخرج النساء حاسرات عن وجوههن ينحن ويلطمن وجوههن وصدورهن حافيات في الأسواق إلى غير ذلك من البدع الشنيعة والأهواء الفظيعة والهتائك المخترعة وإنما يريدون بهذا وأشباهه أن يُشنِّعوا على دولة بني أمية، لأنه قتل في أيامهم(2).
وقد جوّز علماء الشيعة ما يسمونه بالمواكب العزائية فقد أجاب محمد حسين الغروي النائيني عندما وجهت إليه أسئلة حول المواكب العزائية إذ قال:
1 ـ خروج المواكب العزائية في عشرة عاشوراء ونحوها إلى الطرقات والشوارع مما لا شبهة في جوازه ورجحانه وكونه من أظهر مصاديق ما يقوم به عزاء المظلوم وأيسر الوسائل لتبليغ الدعوة الحسينية إلى كل قريب وبعيد.
2 ـ لا إشكال في جواز اللطم بالأيدي على الخدود والصدور حد الاحمرار والإسوداد بل يقوي جواز الضرب بالسلاسل أيضاً على الأكتاف والظهور إلى الحد المذكور بل وإن تأذى كل من اللطم والضرب إلى خروج دم يسير على الأقوى، وأما إخراج الدم من الناحية بالسيوف والقامات فالأقوى جواز ما كان ضرره مأموناً.
3 ـ الظاهر عدم الإشكال في جواز التشبيهات والتمثيلات التي جرت عادة الشيعة الإمامية باتخذها لإقامة العزاء والبكاء والإبكاء منذ قرون وإن تضمنت لبس الرجال ملابس النساء على الأقوى، فهذه الفتوى المعمول بها اليوم لدى الشيعة وعليها الإجماع وقد قرضها أكثر من إثني عشر من علمائهم(1)، وفي وصف هذه المظاهر يقول ناصر الدين شاه: وفي الهند وباكستان وإيران والعراق تكتسي هذه المآتم حللاً مركبة إذ يخرج الرجال في الطرقات وهم يسيرون وراء هودج قد يبالغون في ارتفاعه حتى يبلغ بضعة أمتار وهم عراة وفي أيديهم زناجير من حديد وفي رؤوسها شفرات صغيرة حادة يضربون بها صدورهم وظهورهم حتى تسيل الدماء منهم، وفي كثير من الأحيان يموت بعضهم، أما النساء فإنهن يجلسن في دورهن ينحن ويبكين ويلطمن صدورهن بأيديهن كل هذا تكريماً للحسين الذي قتل مظلوماً بزعمهم(2)، ويقول السيد محسن الأمين الحسيني العاملي معللاً إقامة المآتم، ونريد بإقامة المآتم البكاء لقتله (عليه السلام) بإخراج الدمع بصوت وبدونه والتعرض لما يسبب ذلك وإظهار شعار الحزن والتأسف والتألم لما صدر عليه، وتذكر مصابه ونظم الأشعار في رثائه، وتلاوتها واستماعها وتهييج النفوس بها للحزن والبكاء(3). ولم يكتفوا بذلك يقول الخميني: إن البكاء على سيد الشهداء عليه السلام وإقامة المجالس الحسينية هي التي حفظت الإسلام منذ أربعة عشر قرناً(4). فمتى كان البكاء دعوة ومتى كان العويل جهاداً فهذا معتقد الشيعة الإمامية في مقتل الحسين وفي يوم عاشوراء فهل هذا الفعل من الإسلام في شيء؟
إن الحسين رضي الله عنه بريء من تلك الأفعال المذكورة لئن الإسلام الذي جاء به جده عليه الصلاة والسلام لا يجوّز تلك الأفعال فقد قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدوى(1) الجاهلية وقال صلى الله عليه وسلم: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال(2) من قطران(3)، ودرع من جرب(4) ، وقال صلى الله عليه وسلم: أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة(5)، كما أن ما يفعله الشيعة في الحسينيات والمآتم تحت مسمى الشعائر الحسينية مثل: اللطم والنياحة ولبس السواد، والتطبير وغيرها والتي أفتى علماؤهم وعظماؤهم بجوازها فإنها محرمة عل لسان الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى ألسنة أئمة أهل البيت الكرام في المصادر الشيعية القديمة والحديثة، واعترف بهذا التحريم شيوخ وأعلام المذهب الشيعي الإثني عشر(6)، فهذا محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عند الشيعة بالصدوق قال: من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لم يسبق إليها: النياحة من عمل الجاهلية(7). ورواه محمد باقر المجلسي بلفظ: النياحة عمل الجاهلية(8)، فالنوح الذي استمرت عليه الشيعة جيلاً بعد جيل بعد جيل من عمل الجاهلية كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم(9). ومن هذه الروايات التي تنهي عما يقترفه الشيعة في الحسينيات ما قاله أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: وإياك والنواح على الميت ببلد يكون لك به سلطان(10)، وقوله: ثلاث من أعمال الجاهلية لا يزال فيها الناس
حتى تقوم الساعة: الاستسقاء بالنجوم والطعن في الأنساب والنياحة على الموتى(1)، ومن الأدلة قول الإمام الباقر: أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل ولطم الوجه والصدر وجز الشعر من النواصي، ومن أقام النواحة فقد ترك الصبر وأخذ في غير طريقه(2)، وقد أنكر ما يحدث من ضرب الرؤوس بالخناجر والسيوف وإسالة الدماء الشيخ حسن مغنية: والواقع أن ضرب الرؤوس بالخناجر والسيوف وإسالة الدماء ليست من الإسلام في شيء ولم يرد فيها نص صريح ولكنها عاطفة نبيلة تجيش في نفوس المؤمنين لما أريق من الدماء الزكية على مذابح فاجعة كربلاء(3)، ولا شك إن هذه الأمور من المنكرات والبدع الشنيعة))( )
ولقد ذكر شيخ الإسلام في فتوى ما إبتدعه بنو رفض في يوم عاشوراء فقال رحمه الله:
قال ابن تيمية: وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يحدث للناس بدعتين بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثي وما يفضي إلى ذلك من سب السلف الصالح ولعنهم وإدخال من لا ذنب له من ذوي الذنوب حتى يسب السابقون الأولون وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب وقصد من سن ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، فإن هذا ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرم الله ورسوله(1). والذي أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم في المصيبة إذا كانت جديدة إنما هو الصبر والاحتساب والاسترجاع... وإذا كان الله قد أمر بالصبر والاحتساب عند حدثان العهد بالمصيبة، فكيف مع طول الزمان؟ فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي من إتخاذ يوم عاشور مأتماً وما يصنعون فيه من الندب والنياحة، وإنشاد قصائد الحزن ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين، وكثرة الكذب والفتن في الدنيا.
وأما ابن كثير فيقول: فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه هذا الذي وقع من قتله رضي الله عنه، فإنه من سادات المسلمين وعُلماء الصحابة، وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضل بناته، وقد كان عابداً وشجاعاً وسخياً ولكن لا يحسن ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنع ورياء وقد كان أبوه أفضل منه وهم لا يتخذون مقتله مأتماً كيوم مقتل الحسين، فإن أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين، وكذلك عثمان كان أفضل من علي عند أهل السنة والجماعة وقد قُتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد، ولم يتخذ الناس يوم مقتله مأتماً، وكذلك عمر بن الخطاب، وهو أفضل من عثمان وعلي، قُتل وهو قائم يُصليّ في المحراب صلاة الفجر وهو يقرأ القرآن، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، وكذلك الصديق كان أفضل منه، ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتماً، ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله ولم يتخذ أحد يوم موته مأتماً يفعلون فيه ما يفعله هؤلاء الجهلة من الرافضة يوم مصرع الحسين، ولا ذكر أحد يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادّعاه هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأمور المتقدمة مثل كسوف الشمس والحمرة التي تطلع في السماء وغير ذلك وأحسن ما يقال عند ذكر هذه المصائب(1) وأمثالها ما رواه الحسين بن علي عن جدّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من مسلم يصاب بمصيبة فيتذكرها وإن تقادم عهدها، فيُحدثُ بها استرجاعاً إلا أعطاه الله من الأجر مثل يوم أصيب بها(2). يقول ابن تيمية تعليقاً على هذا الحديث: هذا حديث رواه عن الحسين ابنته فاطمة التي شهدت مصرعه وقد علم أن المصيبة بالحسين تذكر مع تقادم العهد، فكان من محاسن الإسلام أن بلغ هو هذه السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أنه كلما ذكرت هذه المصيبة يسترجع لها، فيكون للإنسان من الأجر يوم أصيب بها المسلمون وأما من فعل مع تقادم العهد بها ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم عند حدثان العهد بالمصيبة فعقوبته أشد مثل لطم الخدود وشق الجيوب، والدعاء بدعوى الجاهلية

أقول وقول الله أحق وأولى..
إن نبش الماضي لن يرجع بجديد...فالماضي مثل إعرابه (دائما مبني) لذا ينبغي علينا أن نبني الماضي بلبنات الحقيقة وتتبع أصدق المصادر وكتب التاريخ الصادق..لا أن نسمع من هذا وذاك ونقرأ أكاذيب قوم متطرفين بغاة يعملون جاهدين على سلخ جلدهم الملطخ بدماء الأئمة كي يكونوا في صورة المظلومين والمضطهدين المساكين..
إن أهل السنة قد قرعوا جرس العدالة العالمية بتبرئهم , وإنكارهم , وكرههم وعداوتهم لكل من شاركـ في هذه الجريمة العظمى التي لطمت وجه الإسلام بأسره..خاصة أن من فعلها محسوب على الدين الإسلامي..فو الله أنه لو كان مقتل الأئمة على يد غير عربي أو كافر لا ينتسب للإسلام لكان أخف بكثير من أن يكون القتل الشنيع ممن حسب على هذا الدين..
لأجل ذلك أهل السنة والجماعة أعلنوها قديما وحديثا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أعلنوا براءتهم كما قلنا من كل ما حدث في ذاك الزمان...بل نعلن الحزن والألم والحسرة كل الحسرة على تلك الأجساد الطاهرة وما حدث لها وبها..ولن ننسى من كان له يد أو شارك حتى لو بالقليل في هذه الجريمة النكراء فحسبنا الله ونعم الوكيل

ومع براءتنا نحن أهل السنة والجماعة ورفضنا وكرهنا وتحسرنا وألمنا ومصابنا الجلل والمؤلم القاسي لما حصل للإمام الحسين وبقية أهله سواء صدقنا بنو رفض أم لم يصدقونا(فلم نعد نكترث لأمرهم).. إلا أننا نؤمن كل الإيمان أن هذا هو قدره الذي شاءه ربه تعالى بأن تشرف هو ومن معه بنعمة الشهادة واللحاق بأبيهم محمد ابن عبد الله , أرواحهم الآن في ثغور طير في جنان الفردوس الأعلى بإذن بارئهم..ولا نزكيهم على الله...وأرغم أنف أعدائهم في السعير.
وكذلك نحن على يقين أن ما حل بهم رضوان الله عليهم هو بمثابة خسارة ما بعدها خسارة في زمن العز والنصر والسؤدد الذي كان الإسلام والمسلمون يتنعمون به ذاك الوقت..أعاده الله على الأمة.
بيد أنه ليس بأيدينا فعل شيء اليوم مع اضمحلال كل الأحداث الماضية , والتي أكل الزمان عليها والشرب..
نعم نربي أجيالا جديدة على حب آل للبيت وتعظيم شأنهم ومصابهم و ترسيخ الحقائق التاريخية في أذهانهم وتنشئتهم على نفس هديهم الرباني وزرع حب آل للبيت في قلوبهم منذ نعومة أظفارهم والتبرؤ من كل من حاربهم أو أبغضهم أو نافقهم أو خالف هديهم , وكذلك نبين لهم وبشدة أن ما نشاهده في القنوات الفضائية , و مقاطع الفيديو في الهواتف والإنتر نت ـ ليس هذا هو الحب لهم , بل إن تلك الأشياءليست من حبهم , وهي خارجة عن الدين , لأنها مجرد مظاهر مكذوبة , مخدوعة الإسلام وآل بيت النبوة بريؤون منها ومنهم..
هذا هو الواجب والمفترض علينا...أما ما عدا ذالك ـ فلا ـ
اللهم باعد بيننا وبين قوم خالفوا نهج النبوة..فأشركوا بالله ما لم ينـزل به سلطانا ..
وزدنا حبا وتعلقا وتمسكا بنهج آل بيت المصطفى..

أخي المسلم..أختي المسلمة..
إن ما نراه هذا الزمان من أفاعيل وأقاويل بنو رفض في تمثيل حزنهم ومصابهم بفقد عترة النبوة..لسنا مسئولين عنه..ونحن بريئين منهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وأرجوا من غير المسلمين أن لا يعمموا نظرتهم للإسلام بممارسات هؤلاء الشاذة الخارجة عن دائرة العقل والمرؤة .
فليس الدين الإسلامي دين تعذيب الأنفس وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح , والصراخ والعويل واللطم لأجل إظهار مراسم الحزن والعزاء..بل على النقيض تماماً دين محمد دين حب وسلام جاء ليقضي على كل الممارسات المتخلفة والرجعية..واستبدلها بلغة العقل والمنطق والطبيعة البشرية السليمة في إظهار الحزن.
قال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في جملة توجيهاته الربانية حين فقد ابنه : (إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع , وإن لفراقكم ياإبراهيم لمحزونين , ولا نقول إلى مايرضي ربنا قدر الله وماشاء فعل)
الحزن والبكاء بصورة طبيعية.. وكثرة ذكر الله تعالى وتلاوة آيات القرآن الكريم مع الصبر والاحتساب على الله ليحصد المؤمن الخير والدرجات والحسنات..هذا هو السلوكـ المتبع والصحيح الذي لا يجر بعده نفاق في القلب وكذب ومبالغات في السلوك أو نظرة رجعية عنفية للإسلام من غير المسلمين..فيكفينا ما ألصقه الخوارج في الماضي والمتطرفين والمتشددين في الحاضر من اتهام الإسلام بالإرهاب وحبه للدماء والعنف وأنه دين يدعوا بل ويحبب ويحفز في نفوس أتباعه القتل وإراقة دماء الأبرياء..والإسلام من هذا براء..
فالحمد لله رب العالمين على قضاءه وقدره..وألهمنا الصبر والعزاء لفقدنا الأخيار من الأئمة..وكتب لهم بكل ما حل بهم زيادة الأجر والمثوبة..
وإنا لله وإنا له راجعون..وإنا إلى ربنا منقلبون
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى