الاطفال واحاديث الكبار

  الأطفال وحديث الكبار   
لا نزال نعاني من جهل يطبق بأنيابه وبظلامه على مجموعه كبيره من شعوبنا والجهل الذي أعنيه هو الجهل بأثر ( الحديث ) الذي يتداوله الكبار بمسمع من الصغار معتقدين أنهم بطفولتهم وقلت إدراكهم بعيدون عن التأثير بهذا الحديث ، جاهلين أن الطفل غالباً ما يكون أكثر إدراكاً وحساسية ووعياً مما تظنون وأن ذهنه يلتقط ما يسمعه ويختزن في عقله الباطن حتى لو لم يكن يفهمه وقت سماعه إلى أن يحين وقت فهمه وتذكره ، وقد يكون ما إختزنه وشحن به عقله مما يمكن أن يفسد عليه مراحل حياته القادمه ، ومما ينعكس أثره على إنحرافات وإضطرابات تظهر بوادرها في مرحلة المراهقه وتستمر لتصاحب الشاب او الفتاة في بقية مراحل حياتهما ، والحديث الذي أعنيه يكون غالباً من السيدات وإن كانت أحاديث بعض الرجال
لا تقل تفاهة عن أحاديث النساء ، ويكون تاثيرها على الإناث أشد وقعاً من تأثيرها على الذكور . فلا يحلو للمرأه الجاهله ، سواء أكانت أماً أم جاره ام قريبه أم ضيفه أن تداعب الطفله بقولها مثل ( إن جمالك فتان - لقد صرتي عروسه وغداً سيجري ورائك الشبان ) كما يوجه الحديث نفسه الى الطفل
الذكر مع بعض التغيير . وطبعاً إن الجهل يحرم المتحدثه من معرفة أثر مثل هذه الكلمات على الطفله أو الطفل وتكبر الطفله وهي مؤمنه أن جمالها يغنيها عن التزود بأي سلاح تواجه به الحياة ( كالعلم أو الثقافه ) ويصبح تفكيرها محصوراً في نطاق إنتظار الامير أو المليونير أو تزاحم الشباب على بابها والقلق إذا لم يتحقق ذلك ثم السعي وراءهم وما أكثر ما تضطرب حياة الفتيات ويتعرض مستقبلهن للضياع تحت تأثير هذه الافكار الخاطئة .
وأن أخطر أحاديث النساء عندما يتناولن حياتهن الخاصة على مسمع من الصغار وتروي السيده معاملة زوجها لها وقوته وعيوبه أو فضيحة خيانته
لها وهنا يحفظ الصغار ما يسمعونه ويرددونه كالببغاوات وبذلك يشحن الطفل فكره بأمور متضاربه للحياة الزوجيه معظمها خاطئه .
ثم بعدها ماذا ننتظلر من فتاة ترعرعت على سماع مثل هذه القصص ؟وماذا ننتظر من تصرفات شاب نشأ في المحيط ذاته ؟